يقود ماركوس لينتز، مدير شركة متخصصة في كشف حالات التحايل على الإجازات المرضية،
جهودًا لكشف الموظفين الذين يدّعون المرض دون وجه حق. وتستقبل شركته نحو 1200 طلب سنويًا من الشركات المتضررة،
حيث يتمحور عملها حول رصد العمال الذين يستغلون الإجازات المرضية لأغراض شخصية مثل تجديد المنازل أو العمل في مشاريع أخرى.
أسباب معقدة وراء الارتفاع
بينما تتهم بعض الشركات الموظفين بالتحايل، يرى معهد WSI المرتبط بالنقابات العمالية أن تفسير هذه الظاهرة بالتحايل فقط يعد تبسيطًا مفرطًا. ويشير المعهد إلى عدة عوامل، منها:
شيخوخة السكان العاملين، إذ ترتفع نسبة من هم فوق 55 عامًا في سوق العمل.
ضغوط العمل وظروفه المرهقة وضعف أنظمة الحماية الاجتماعية.
تأثير اقتصادي كبير
أدى ارتفاع معدلات الإجازات المرضية إلى انكماش الاقتصاد الألماني بنسبة 0.3% في عام 2023، بينما كان يُتوقع نموه بنسبة 0.5% دون هذه الإجازات. وأكد البنك المركزي الألماني أن معدلات الغياب المرتفعة ساهمت بشكل مباشر في تباطؤ النشاط الاقتصادي.
مطالب بالإصلاح
مع استمرار تأثير الإجازات المرضية على الإنتاجية، تواجه ألمانيا تحديًا مزدوجًا بين معالجة التحايل وتحسين ظروف العمل. وفي ظل هذه الأزمة، تدعو الشركات والنقابات إلى حلول أكثر شمولًا لتحقيق التوازن بين حقوق العمال واحتياجات الاقتصاد.