الوضع الداكن
منوعات - الجين البرتقالي في القطط: من الغموض الوراثي إلى الحقيقة العلمية
نشر بتاريخ 2025/05/23 6:56 مساءً
4 مشاهدة
الجين البرتقالي في القطط

سر الجين البرتقالي في القطط: حين تروي الوراثة حكايتها

في أحد أزقة الزمن، كانت القطط البرتقالية تخطف القلوب قبل العيون، من “جارفيلد” الكسول الذي أحب اللازانيا أكثر من أي شيء، إلى “تاما” اليابانية التي تحولت من قطة شوارع إلى مديرة محطة قطار. لكن خلف هذا الفراء البرتقالي البهيّ، كان هناك لغز علمي يراوح مكانه لأكثر من قرن، لغز اسمه الجين البرتقالي.

 


تابعونا على التليكرام


بداية الاكتشاف: حلم عالم عاشق للقطط

بدأت القصة حينما قرر فريق من جامعة كيوشو اليابانية بالتعاون مع باحثين من جامعة ستانفورد الأميركية أن يضعوا حداً لهذا الغموض الوراثي. ظل العلماء يشتبهون في أن الجين البرتقالي يسكن الكروموسوم X، خصوصاً أن معظم القطط البرتقالية من الذكور. أما الإناث، فيحملن مزيجاً من الألوان كما في “الكاليكو” و”التورتويسشيل”.

لكن هذا الافتراض لم يكن كافياً. من هنا انطلقت رحلة البحث التي تكللت بدراسة نُشرت حديثاً في مجلة “كارنت بيولوجي”، حملت معها مفاجأة غير متوقعة.

الجين البرتقالي وموقعه الصادم

بناء على ذلك، فحص الفريق الحمض النووي لـ18 قطة، نصفها بفراء برتقالي. جميعها كانت تحمل طفرة مميزة في جين يُعرف بـ”ARHGEF36″، أو كما سيُعرف لاحقاً باسم الجين البرتقالي. وعندما وجدوا النمط نفسه في أكثر من 49 قطة أخرى حول العالم، أدركوا أنهم أمام اكتشاف حقيقي.

المثير أن الطفرة لم تغير شكل البروتين، بل وقعت في جزء غير مشفر. كما وصفها البروفيسور هيرويكي ساساكي: “كأنك تزيل كاتم الصوت من المحرك، فيبقى كما هو، لكنه يعمل بصخب”. وهكذا، فإن الجين البرتقالي يجعل الصبغة البرتقالية أكثر بروزاً، دون أن يغير من بنية البروتين نفسه.

من الجلد إلى الشخصية: هل تغير الجينات السلوك؟

من ناحية أخرى، لم تتوقف الدراسة عند لون الفراء فقط، بل امتدت إلى سؤال لطالما راود محبي القطط: هل يمكن أن يؤثر الجين البرتقالي على سلوك القطة؟ فبعد فحص عينات من قطط “كاليكو”، تبين أن الجين نشط أيضاً في الدماغ والغدد الصماء.

هكذا، نشأت فرضيات مثيرة تربط بين لون الفراء وطبيعة الشخصية. البعض يعتقد أن القطط البرتقالية أكثر حناناً أو شراسة، لكن لا أدلة علمية نهائية حتى الآن. ورغم ذلك، تبقى هذه الفرضية مفتوحة على احتمالات علمية مشوقة.

آفاق مستقبلية واستخدامات طبية

كما، لم تقتصر أهمية الجين البرتقالي على القطط وحدها. بل إن هذا الجين موجود أيضاً في البشر، حيث ارتبطت طفراته ببعض أمراض الجلد وتساقط الشعر. بناء على ذلك، يأمل العلماء أن يساهم الاكتشاف في تطوير أبحاث طبية مستقبلية.

في النهاية، لا ينوي الفريق التوقف هنا. بل يخطط لدراسة رسومات القطط في الحضارات القديمة، وفحص حمض نووي لقطط محنطة في مصر. ولعل الجين الذي منح القطط لونها، قد يمنحنا مستقبلاً إجابات عن أنفسنا.

الكلمات الدلالية
مقالات ذات صلة
اقرأ ايضاً
اخر الحلقات