منوعات
-
الذكاء الاصطناعي يواجه التغيرات المناخية في الشرق الأوسط
نشر بتاريخ 2025/05/18 7:21 مساءً
3 مشاهدة
حرائق وجفاف وفيضانات.. الشرق الأوسط في عين العاصفة
وسط موجات حر تتجاوز 45 درجة مئوية وجفاف يطول لأشهر، يقف الشرق الأوسط اليوم في مواجهة مفتوحة مع التغيرات المناخية. هذه التغيرات لم تعد مجرد قضية بيئية، بل تحولت إلى تهديد مباشر للموارد، والاقتصاد، وحتى استقرار الدول. وفي ظل كل ذلك، يظهر في الأفق أمل جديد.. أمل يعتمد على الذكاء الاصطناعي.
“ستاكينج إي إم إل”: عندما يتحدث الذكاء الاصطناعي بلغة الطقس
في الثامن من مايو، نشر فريق علمي من كندا دراسة بمجلة علمية مرموقة، قدموا فيها نموذجا جديدا يحمل اسم “Stacking EML”. يعتمد هذا النموذج على دمج خمس خوارزميات تعلم آلي، وثلاثة نماذج ميتا، لتحليل مخرجات التوقعات المناخية. هدفه؟ تقليل الأخطاء، وزيادة الدقة، وتقديم نظرة عميقة للتغيرات المناخية، خاصة في مناطق معقدة مثل الشرق الأوسط.
يقول الباحث “يونس خسروي”، إن النموذج صُمم خصيصًا للتعامل مع تضاريس صعبة: سهول، جبال، صحارى وبحار. وأضاف أن الذكاء الاصطناعي نجح في كشف أنماط مناخية لا يمكن للنماذج التقليدية رصدها.
نتائج دقيقة وتحذيرات “ساخنة”
كما وعند اختبار هذا النموذج على قاعدة بيانات CMIP6، ظهرت نتائج مذهلة. توقّع دقيق لدرجات الحرارة وهطول الأمطار. تحت سيناريو الانبعاثات المرتفعة، تظهر الصورة مقلقة: موجات حر عنيفة في الجنوب، وأمطار غزيرة شمالًا قد تؤدي إلى فيضانات. لم تعد التغيرات المناخية تخمينات عامة، بل خرائط دقيقة تقول بوضوح: “هنا الخطر.. وهنا يجب الاستعداد”.
من المختبر إلى الوزارات.. هل تستفيد الحكومات من التنبؤات الذكية؟
كما ويحذر خسروي من أن بعض آثار التغيرات المناخية قد تكون أكثر كلفة من أزمات اقتصادية ضخمة. ويشدد على ضرورة دمج النماذج الذكية في خطط التنمية والاقتصاد والطاقة. أما أستاذ المناخ المصري، محمد توفيق، فيؤكد أن أهمية النموذج تتجلى في قدرته على العمل بكفاءة حتى في المناطق الفقيرة بالبيانات كاليمن والسودان، وهو ما يفتح الباب لتطبيقات حيوية في الزراعة، والطاقة، والتخطيط الحضري.
ماذا بعد؟ توصيات واقعية للمستقبل
كما ويوصي الفريق البحثي باستخدام النموذج لدعم اتخاذ القرار في مجالات مثل تخطيط استخدام الأراضي، توزيع الزراعات الموسمية، إدارة الموارد المائية، وتطوير شبكات الطاقة المتجددة. كما يدعو إلى ربطه بأنظمة الإنذار المبكر لمواجهة كوارث مثل الفيضانات أو الجفاف.
وفي نهاية المطاف، لا يبقى الذكاء الاصطناعي حبيس المختبرات، بل يصبح جزءًا من القرار اليومي. “كلما كان القرار مبنيًا على العلم، كانت المجتمعات أكثر قدرة على الصمود”، يقول خسروي بثقة.