الوضع الداكن
منوعات - دمشق: الأناناس والكيوي يعودان إلى الأسواق بعد سنوات المنع
نشر بتاريخ 2025/05/28 8:43 مساءً
20 مشاهدة
استيراد-الفواكة

من فواكه “ممنوعة” إلى واجهات المحال.. الأناناس والكيوي تغزو أسواق دمشق

في قلب سوق الشعلان وسط دمشق، تقف حبّات المانغا والكيوي والأناناس ببهائها، في مشهد جديد على السوريين،

بعدما كانت هذه الفواكه قبل أشهر تُصنّف من “الكماليات” الممنوعة، ويُعاقب بائعوها قانونًا.

“زمن الخوف من الأناناس انتهى”

أمام محله الصغير، يتحدث مروان أبو هايلة (46 عامًا) بارتياح:

“لم نعد نخبئ الأناناس، نضعه اليوم على الواجهة بشكل علني.. زمن الخوف من الأناناس انتهى”.

ويتابع مبتسمًا: “هذه الفواكه، من الأناناس إلى الكيوي والمانغا، كانت باهظة السعر ومفقودة، وكنا نحضرها عن طريق التهريب”.

فواكه الرفاهية.. حظرٌ وسوق سوداء

لعدة عقود، اعتُبرت الفواكه الاستوائية في سوريا رمزًا للترف والرفاهية، ووضعتها السلطات ضمن قائمة السلع الكمالية،

ما أدى إلى عرقلة استيرادها لحماية العملة الصعبة وترويج الإنتاج المحلي.

وأدى ذلك إلى ملاحقة التجار الذين يعرضونها علنًا، وفرض غرامات وربما السجن عليهم، ما جعلها حكرًا على الطبقات المترفة.

التهريب.. الخيار الوحيد

يروي أبو هايلة كيف لجأ التجار إلى التهريب عبر السائقين، تمامًا كما كان الحال مع البنزين والمازوت،

مضيفًا: “كنا نخفي الفواكه في محركات السيارات، وغالبًا بكميات محدودة جدًا”.

حتى العام الماضي، بلغ سعر كيلو الأناناس نحو 300 ألف ليرة سورية (23 دولارًا تقريبًا)،

لكنه اليوم يُباع بـ40 ألف ليرة فقط (حوالي 4 دولارات)، وفق قوله.

من “سلعة ممنوعة” إلى منتج يومي

اليوم، لم تعد هذه الفواكه سلعة نادرة، بل باتت تُعرض على واجهات المحال وتُقارن بالبطاطا والبصل من حيث الانتشار،

وفق تعبير أبو هايلة.ويضيف: “البضاعة نفسها والجودة نفسها، لكن السعر تغيّر كثيرًا”.

التحول السياسي يفتح الأسواق

يرى الباعة والمواطنون أن هذا التحول مرتبط بالتغيرات السياسية التي شهدتها سوريا،

عقب إطاحة النظام السابق في 8 كانون الأول 2024.

فبعدما كان مجرد لفظ كلمة “دولار” يُعد جريمة، أصبح الدولار متداولًا علنًا، وتوفرت سلع كانت ممنوعة، مثل الوقود والسيارات الحديثة.



                                                    تابعونا على التليكرام



من التلفاز إلى الأسواق

يقول أحمد الحارث (45 عامًا): “الفواكه التي كانت سابقًا نادرة، باتت في متناول يد الجميع بعد سقوط النظام”.

وتسخر نور عبد الجبار، طالبة الطب، قائلة: “كنت أرى الأناناس على شاشة التلفزيون أكثر مما أراه في السوق.

واليوم من حق الجميع تذوقه، حتى إن لم يعرفوا تقشيره”.

الفاكهة متوفرة.. لكن القدرة الشرائية غائبة

ورغم وفرة المعروض، لا تزال غالبية السوريين غير قادرة على اقتناء هذه الفواكه.

فالحرب التي بدأت في 2011 أنهكت الاقتصاد، ودفعت 90% من السكان تحت خط الفقر.

إلهام أمين (50 عامًا)، ربة منزل، تقول: “الواجهات باتت ملوّنة وتغري، لكني لا أشتري الفاكهة. حتى أطفالي أمنعهم من المرور أمام المحال كي لا تشتد شهيتهم”.

الكلمات الدلالية
مقالات ذات صلة
اقرأ ايضاً
اخر الحلقات