الوضع الداكن
ثقافة - “أدب الروبوتات” هل يعد إبداعا حقيقيا ؟
نشر بتاريخ 2023/11/29 8:13 صباحًا
906 مشاهدة

أدى ظهور أدوات الذكاء الاصطناعي سهلة الاستخدام والمتاحة على نطاق واسع إلى خلق نوع جديد من “الأدب الروبوتي”، وحاليا تقدم شركة أمازون أكثر من 200 كتاب من تأليف الروبوتات باستخدام برنامج (شات جي بي تي) كمؤلف أو مؤلف مشارك، وهذا الرقم في ازدياد كل يوم.

وتختلف أسباب لجوء عدد من “الكتّاب” أو حتى الناس العاديين لهذا النوع من الكتابة، ولكن لنتذكر أن عملية الكتابة عملية مضنية ومنهكة ومتعبة وتحتاج للكثير من الوقت والطاقة والخيال الخلاق، ما يثبط عزيمة كثير من البشر الذين يحلمون بكتابة قصيدة أو قصة أو تأليف كتاب مهما كان نوعه.

قدمت هذه الأدوات فرصة حقيقية لـ”أنصاف الكتّاب” وبعض الهواة كي ينتجوا كتبا خاصة بهم، ويضعوا عليها أسماءهم كمؤلفين بغض النظر عن مدى مساهمتهم في تأليف وإبداع هذه الكتب.

الذكاء الاصطناعي يعوّض الموهبة

ومن هؤلاء بريت شيكلر، وهو بائع بمنطقة روتشستر بمدينة نيويورك، يحب الأدب وكان دائما يحلم بتأليف كتاب ما، ووضع اسمه عليه كمؤلف، ولكن موهبته وقدراته وإمكانياته اللغوية والإبداعية لم تكن تساعده على ذلك.

أنشأ شيكلر كتابا إلكترونيا للأطفال مكونا من 30 صفحة في غضون ساعات باستخدام برنامج شات جي بي تي، والكتاب مدرج الآن في متجر “أمازون” لبيع الكتب مقابل 2.99 دولار، وعلى منصة “كيندل” بـ9.99 دولارات، ويهدف الكتاب إلى تعليم الأطفال كيفية توفير المال، والشخصية الرئيسية في القصة هي “سامي السنجاب” الذي يجمع الجوز ويستثمره.

وعلق شيكلر قائلا “بدت فكرة تأليف كتاب ممكنة أخيرا.. اعتقدت أنه يمكنني القيام بذلك”.

لم يضع شيكلر برنامج “شات جي بي تي” كمؤلف للكتاب على الغلاف الأمامي أو الخلفي، ولا تذكر صفحة المنتج أيضا اسم البرنامج، ولا النظام الأساسي الذي استخدمه لإنشاء الرسوم التوضيحية. بل وضع بكل بساطة اسمه كمؤلف للكتاب.

وفي الواقع، لا تتطلب سياسات أمازون الحالية من المؤلفين الكشف عن ذلك، حيث يسيطر عملاق التجارة الإلكترونية على نحو 80% من سوق الكتب الإلكترونية في العالم، مما يعني أن عددا كبيرا من القراء قد يجدون أنفسهم دون قصد يقرؤون الأعمال التي تم إنشاؤها بواسطة الحاسوب لأطفالهم، أو يناقشونها في مجموعات نوادي الكتاب دون أدنى فكرة عن مؤلف الكتاب الحقيقي حسب ما ذكرت مجلة “بس سي ماغ” في تقرير لها.

والأسئلة التي تطرح نفسها كثيرة، ولعل من أهمها: مدى أصالة هذه الكتب التي يؤلفها الذكاء الاصطناعي، وهل تمثل كتابة الذكاء الاصطناعي إبداعا حقيقيا أم هي مجرد خوارزميات تعيد إنتاج أنماط مكررة؟

الكلمات الدلالية
اقرأ ايضاً
اخر الحلقات