الوضع الداكن
ثقافة - “أحد آباء الأدب العربي الحديث”…. وفاة الناقد الكبير عبد الملك مرتاض بعد صراع طويل مع المرض
نشر بتاريخ 2023/11/07 7:23 صباحًا
937 مشاهدة

توفي الناقد والباحث الجزائري عبد الملك مرتاض عن عمر يناهز 88 عاما بعد صراع طويل مع المرض،

ويعدّ مرتاض أحد الوجوه البارزة في المشهد الثقافي العربي، إذ أسهم في إثراء المكتبة العربية بمؤلفات نقدية ودراسات لغوية وأعمال إبداعية في غاية الأهمية.

المولد والتعليم الأولى

ولد عبد الملك مرتاض في العاشر من أكتوبر/تشرين الأول 1935 في بلدية مسيردة العليا بولاية تلمسان غربي الجزائر، وفيها تعلم القراءة والكتابة وأصول اللغة العربية، قبل أن ينتقل إلى المغرب حيث درس المرحلة الابتدائية في وقت كان فيه الاحتلال الفرنسي يمنع تعليم الجزائريين.

في سنة 1954 عاد مرتاض إلى الجزائر ليلتحق بمعهد ابن باديس بقسنطينة قبل أشهر قليلة من اندلاع الثورة الجزائرية، التي كانت سببا في إغلاق السلطات الفرنسية المعهد، مما اضطره للعودة إلى المغرب حيث التحق عام 1955 بجامعة القرويين، قبل تعيينه في العام التالي مدرِسا في مدرسة ابتدائية في مدينة أحفير المغربية.

وفي 1963 حصل على شهادة الإجازة من كلية الآداب في جامعة الرباط، قبل أن يتخرج في العام نفسه من المدرسة العليا للأساتذة.

المناصب والوظائف

بعد عودته مجددا إلى الجزائر عام 1963، عُين عبد الملك مرتاض مدرّسا للأدب العربي في ثانوية ابن باديس، ثم مدرسا للأدب العربي في جامعة وهران بعد حصوله عام 1970 على شهادة دكتوراه الطور الثالث في الآداب من جامعة الجزائر عن رسالته “فن المقامات في الأدب العربي”، وهي أول درجة علمية تمنحها الجامعة الجزائرية بعد الاستقلال، قبل أن ينال شهادة دكتوراه دولة في الأدب بمرتبة الشرف من جامعة السوربون الثالثة في فرنسا.

تقلد عبد الملك مرتاض عدة مناصب وطنيا وعربيا، إذ عُيّن مديرا لمعهد اللغة العربية وآدابها لدى استحداثه أول مرة في جامعة وهران عام 1974، ثم نائبا لمدير الجامعة بين عامي 1980 و1983، بالتزامن مع توليه منصبَ مدير الثقافة والإعلام لولاية وهران الذي شغله إلى غاية عام 1986، وهو العام الذي رُقيّ فيه إلى درجة بروفيسور.

شغل مرتاض منصب رئيس المجلس العلمي بمعهد اللغة العربية وآدابها بين عامي 1986 و1998، ثم عيّن رئيسا للمجلس الأعلى للغة العربية، وتقلد عضوية المجلس الإسلامي الأعلى، وهي هيئة دستورية تابعة لرئاسة الجمهورية الجزائرية.

أما عربيا فقد انتخب الدكتور عبد الملك مرتاض عضوا مراسلا في مجمع اللغة العربية بدمشق عام 2002، وشغل قبل ذلك عضوية الهيئة الاستشارية لمجلة كتابات معاصرة في بيروت، وعضوية الهيئة الاستشارية لمجلة “أصوات” بصنعاء، بالإضافة إلى عضوية الهيئة الاستشارية لمؤسسة البابطين للإبداع الشعري في الكويت. كما كان عضوا ضمن لجنة تحكيم مسابقة أمير الشعراء التي تقام سنويا في أبو ظبي.

أسس مرتاض عدة مجلات، وشغل منصب رئيس تحريرها على غرار مجلة “دراسات جزائرية” ومجلة “اللغة العربية” التي يصدرها المجلس الأعلى للغة العربية، بالإضافة إلى مجلة “الحداثة” التي يصدرها معهد اللغة العربية وآدابها في جامعة وهران، وله عشرات الكتب في النقد من بينها: “القصّة الجزائرية المعاصرة”، و”فن المقامات في الأدب العربي”، و”في نظرية الرواية.. بحث في تقنيات السرد”، و”بنية الخطاب الشعري”، و”الثقافة العربية في الجزائر بين التأثير والتأثر”، بالإضافة إلى أعمال روائية نذكر منها “دماء ودموع” و”صوت الكهف” و”حيزيّة”، ومجموعة قصصية بعنوان “هشيم الزمن”.

الكلمات الدلالية
اقرأ ايضاً
اخر الحلقات