الدودو طائر منقرض عاش قبل أربعة قرون على الأقل، ولم يظل من ذكراه سوى بعض الرسومات التي خلدت شكله، بالإضافة إلى أحافير متفرقة، في حين أن العديد من عاداته وسلوكه ظل غامضاً إلى اليوم.
وتمثل قصة الدودو مأساة تكشف كيف أن تغول الإنسان على الطبيعة وأنعامها كان سبباً في خرابها وفناء بعض الأنواع، فهذا الطائر لم يكن لينقرض لولا استعمار الإنسان لمواطنه الطبيعية. فهو قصة ماثلة لانقراض كائن حي تم بصنع الإنسان.
يسمى بالإنجليزية Dodo وكان موطنه الأساسي جزيرة موريشيوس الواقعة شرق مدغشقر في المحيط الهندي، وقد انقرض بعد فترة وجيزة من اكتشافه، إذ عرفه البشر لـ175 سنة فقط ومن ثم لم يعد له أثر في العالم.
وقبل أن يصل البحارة إلى موريشيوس عام 1598 كان الدودو يستوطن هذه المناطق الساحلية الجافة والغابات الاستوائية. وعمل وصول البشر مع حيواناتهم إلى هذا المكان على انقراض هذا الطائر، إذ جلب الناس معهم الكلاب والقطط والخنازير والفئران إلى الجزيرة التي كانت تسرق بيضه وتعبث به.
وقد عملت هذه الحيوانات جنباً إلى جنب مع البحارة على اصطياد وافتراس الدودو وأكله وأكل بيضه، حتى تم القضاء على آخر دودو في جزيرة موريشيوس، وحيث شوهد آخر طائر في البرية عام 1662 غير أن الإعلان الرسمي عن الانقراض تم عام 1681
ولحد ما يمكن تشبيه هذا الطائر بالنعامة، لعجزه عن الطيران بسبب الوزن الكبير والحجم الهائل، حيث يصل طوله إلى 3.3 قدم وهو أمر مهول، كما يتراوح وزنه من 23 إلى 47 رطلاً.
كان رأسه كبيراً يصل طوله إلى 9 بوصات، وله منقار كبير، معقوف الشكل، وجسده قوي بساقين سميكتين وأجنحة قصيرة وقوية في الوقت نفسه.
يعتبر الدودو من آكلة اللحوم والنباتات معاً، وكان نظامه الغذائي يقوم على الفاكهة والمكسرات والبذور والجذور والبصليات والمحار وسرطان البحر.
وأدى انقراض الدودو إلى انقراض بعض الأشجار القريبة منه، وذلك لأن هذه النباتات لم تكن لتنبت بذورها إلا بعد أن تتعرض لأنزيمات هذا الطائر عبر دورة جهازه الهضمي.
وبالنسبة لسكنه، فقد كان الدودو يبني عشه على الأرض مباشرة، وتضع الأنثى في الغالب بيضة واحدة في الموسم، ويعتقد العلماء أن كتاكيت هذا الطائر لم تكن قادرة على إعالة نفسها إلى حين نضجها، حيث تعتمد على أمهاتها.
ورغم الاعتقادات الشائعة بأن لحم الدودو قاسي جداً وكريه، فقد كان البحارة يأكلونه، وهذا كان سبباً من أسباب انقراضه. وتظل هذه النقطة غير واضحة، والغالب الأعم أن الإقبال على أكله سواء من البشر أو الحيوانات التي جلبوها معهم يدل على أن لحمه كان طرياً ومحبباً.
وصف الدودو بالغباء، لأنه لم يكن يتردد من الاقتراب من الناس حتى وهم مسلحون بالهراوات يهددون حياته، لكن تفسير هذا السلوك يعود إلى غياب الأعداء من حوله في الطبيعة في الماضي، ولا ينسب إلى مشكلة في تركيب الدماغ.
وفي قصص كتاب لويس كارول “أليس في بلاد العجائب”، يتم تصوير الدودو كطيور ذكية جداً، بعكس الصورة الذهنية السائدة عن هذا الطائر. أما بالنسبة لعمره فهو غير معروف بالضبط. واستناداً إلى وزنه، يقدر الباحثون بأن متوسط عمر الدودو يصل إلى 17 عاماً للإناث و21 عاماً للذكور.
وصف الدودو بالغباء، لأنه لم يكن يتردد من الاقتراب من الناس حتى وهم مسلحون بالهراوات يهددون حياته، لكن تفسير هذا السلوك يعود إلى غياب الأعداء من حوله في الطبيعة في الماضي، ولا ينسب إلى مشكلة في تركيب الدماغ.
وفي قصص كتاب لويس كارول “أليس في بلاد العجائب”، يتم تصوير الدودو كطيور ذكية جداً، بعكس الصورة الذهنية السائدة عن هذا الطائر. أما بالنسبة لعمره فهو غير معروف بالضبط. واستناداً إلى وزنه، يقدر الباحثون بأن متوسط عمر الدودو يصل إلى 17 عاماً للإناث و21 عاماً للذكور.
وتستند السياحة بأكملها تقريباً في موريشيوس على الدودو، على الرغم من حقيقة أن لا وجود له منذ قرون، إذ يمكن العثور على صور الدودو في جميع أنحاء الجزيرة، وهو شعار جمهورية جزر موريشيوس.
وأصبح هذا الطائر رمزاً لهوية الانقراض في عالم الحيوان عبر القرون الماضية.