منوعات
-
الضوء الخافت في الكائنات.. سر الحياة الذي لا نراه
نشر بتاريخ 2025/05/23 12:02 صباحًا
16 مشاهدة
الضوء الخافت في الكائنات.. إشعاع الحياة الذي لا نراه
بينما تسير الحياة في صمتها اليومي، هناك إشعاع خفي ينبعث من أجسادنا وأجساد الكائنات الحية الأخرى دون أن ندرك، يسمى علميًا الانبعاث الفوتوني الضعيف جدًا. منذ عقود، حاول العلماء فك لغز هذا الضوء الغامض، حتى جاءت دراسة حديثة لتكشف لنا أن الضوء الخافت في الكائنات قد يكون أكثر من مجرد ظاهرة بيولوجية، بل مفتاحًا لفهم الحياة نفسها.
في جامعة كالغاري الكندية، أُجريت تجربة فريدة داخل غرفة مظلمة تمامًا، حيث وضع الباحثون فأرًا صغيرًا تحت عدسة كاميرا شديدة الحساسية. على الشاشة، ظهرت بقع ضوء خافتة تتلألأ من جسده، مشهد يعكس الحياة في أنقى صورها. لكن، عندما توقف قلب الفأر، تلاشى ذلك الضوء فجأة، رغم بقاء درجة حرارة الجسم كما هي.
هكذا أثبت العلماء أن الضوء الخافت في الكائنات يرتبط بالحياة نفسها، ويختفي مع زوالها. ومن ناحية أخرى، فإن هذا الضوء لا يصدر فقط من الحيوانات، بل من النباتات أيضًا، كما أظهرت التجارب التالية.
النباتات تضيء وتتألم بصمت
بينما كانت أوراق النباتات تتعرض لحرارة أو مواد كيميائية، لاحظ الباحثون انبعاث ضوء خافت من مناطق الضرر حتى قبل ظهور أي علامات مرئية. هذا التوهج لم يكن عرضًا عشوائيًا، بل نتيجة لتفاعلات كيميائية دقيقة تحدث داخل الخلايا.
بناء على ذلك، كشفت الدراسة أن هذا الإشعاع الخافت يحدث عندما تنتج الخلايا جزيئات نشطة تعرف بالجذور الحرة. هذه الجذور، تحت تأثير الضغط أو الإصابة، تطلق فوتونات ضوئية بسبب اضطرابات في الإلكترونات. هكذا يتجلى الضوء الخافت في الكائنات كمؤشر حساس جدًا على التوتر والإصابة على المستوى الخلوي.
نحو أداة طبية ثورية
في النهاية، لا تتوقف أهمية هذا الاكتشاف عند الجانب المثير فقط، بل تمهد نتائجه الطريق لتقنيات طبية غير جراحية في المستقبل. حيثما فشلت العين المجردة، يمكن أن يساعد هذا الضوء الخافت على اكتشاف التوتر الخلوي أو رصد الإصابات في مراحل مبكرة. من المتوقع أن تساهم هذه المعرفة في تطوير أدوات تصوير تعتمد على الضوء لتشخيص الأمراض قبل ظهور أعراضها، وربما أيضًا لمراقبة تعافي الأنسجة بدقة.