الوضع الداكن
تاريخ - هل اغتيل السلطان محمد الفاتح؟ فرضيات حول وفاة أحد أعظم سلاطين العثمانيين
نشر بتاريخ 2025/05/02 7:43 مساءً
217 مشاهدة
محمد الفاتح

وفاة السلطان محمد الفاتح: هل كان التسميم وراء نهاية أحد أعظم سلاطين الدولة العثمانية؟

يعد السلطان محمد الفاتح واحدًا من أعظم قادة الدولة العثمانية،

إذ اشتهر بانتصاراته العسكرية الكبرى مثل فتح القسطنطينية وتوسيع الإمبراطورية العثمانية لتشمل أجزاء كبيرة من الأناضول والبلقان.

لكن نهاية حياته ظلت محط جدل، حيث توفي في عام 1481م عن عمر يناهز 49 عامًا بشكل مفاجئ،

مما أثار العديد من الأسئلة حول سبب وفاته، إذ يذهب البعض إلى فرضية التسميم.

 


تابعونا على التليكرام


السلطان محمد الفاتح: من الانتصارات إلى الوفاة المفاجئة

في عام 855هـ/1451م، توفي السلطان مراد الثاني، الذي كان قد تنازل عن العرش لصالح ابنه محمد الثاني،

الذي سيُعرف فيما بعد بمحمد الفاتح. السلطان الشاب لم يتجاوز العشرين من عمره،

لكنه كان قد شهد العديد من الحروب والمعارك مع والده، وكان حريصًا على أن يحقق حلمه في فتح القسطنطينية،

وهو ما تحقق في وقت قصير. بعد ذلك، توسعت الدولة العثمانية بشكل كبير

بفضل فتوحات السلطان محمد الفاتح التي شملت مناطق شاسعة من البلقان وحتى الأراضي الإيطالية.

حملة إيطاليا الكبرى وفترة حكمه الأخيرة

في أواخر حياته، كان السلطان محمد الفاتح يخطط لحملة كبرى نحو إيطاليا،

وكانت القوات العثمانية قد نجحت في السيطرة على جنوب إيطاليا.

إلا أن وفاته المفاجئة كانت بمثابة نهاية لمشروعه التوسعي في أوروبا.

وتوفي السلطان في شهر صفر 886هـ/ مايو 1481م، بينما كان في طريقه إلى ضم إمارة ذي القادر التركمانية

التي كانت خاضعة للسلطة المملوكية في بلاد الشام ومصر.

وفاة غامضة وسط الشكوك

تشير بعض الروايات إلى أن السلطان محمد الفاتح بدأ يعاني من آلام مفاجئة في معدته، مما استدعى تدخل أطبائه.

ورغم محاولات العلاج، تدهورت حالته بشكل سريع ومفاجئ، وتوفي وهو في معسكره بالقرب من إسطنبول.

هذا التدهور السريع يثير شكوكًا بين الحاضرين حول احتمال التسميم.

المؤامرات داخل البلاط العثماني

كان هناك توتر بين كبار المسؤولين في البلاط العثماني، خاصة بين الصدر الأعظم قراماني محمد باشا والطبيب يعقوب باشا،

الذي كان يحظى بثقة السلطان. وقد قيل إن هناك صراعًا بينهما، وأن الطبيب يعقوب باشا لم يتدخل بشكل جاد في معالجة السلطان

بينما كان الطبيب اللاري العجمي، الذي كان يعارضه، يتعامل مع حالة السلطان.

ويقال إن هناك من يعتقد أن الطبيب يعقوب باشا، الذي كان يشتبه في كونه عميلاً للبنادقة الإيطاليين،

قد يكون قد دسّ السم للسلطان محمد الفاتح. وتوجد روايات أخرى تشير إلى أن الطبيب اللاري العجمي

قد يكون قد وصف أدوية غير مناسبة للسلطان، مما أدى إلى تدهور حالته.

التسميم أو الصراع على العرش؟

تظهر بعض الدراسات أن وفاة السلطان محمد الفاتح قد تكون مرتبطة بمؤامرة تهدف إلى تصفيته،

تمهيدًا لصراع محتمل على العرش بين أبنائه بايزيد الثاني والأمير جم.

فقد استغل الصدر الأعظم هذا الفراغ لتوسيع نفوذه في السلطة.

كما أشار بعض المؤرخين إلى أن التوترات في البلاط العثماني، والتي كانت تشمل مشاكل بين الأطباء والمسؤولين، قد تكون قد أدت إلى موت السلطان، وهو ما قد يفتح الباب أمام منافسة سياسية وعسكرية بين أبناء الفاتح.

هل كانت وفاة الفاتح اغتيالًا؟

في ضوء الشكوك حول وفاة السلطان، لا يزال موضوع التسميم محل جدل بين المؤرخين. بينما يرى بعض المؤرخين أن وفاة الفاتح كانت نتيجة لمرض طبيعي، يتبنى آخرون فرضية الاغتيال، معتبرين أن الفاتح قد تم قتله بواسطة الطبيب يعقوب باشا، الذي كانت له صلات مشبوهة مع القوى الأوروبية.</h3>

ورغم أن بعض المؤرخين ينفيون هذه الفرضية، إلا أن تاريخ وفاة السلطان محمد الفاتح يظل واحدًا من أعظم الألغاز في تاريخ الدولة العثمانية.

الكلمات الدلالية
مقالات ذات صلة
اقرأ ايضاً
اخر الحلقات