في خطوة غير متوقعة، أعلن الرئيس الأمريكي دونالد ترمب تعليق الرسوم الجمركية المثيرة للجدل،
ليفتح بذلك نافذة تفاوض تستمر لمدة 90 يوماً، بعد ضغوطات داخلية ومخاوف متصاعدة من أزمة اقتصادية محتملة.
كشفت مصادر مطلعة لشبكة سي إن إن الأمريكية، اليوم الخميس،
أن الفريق الاقتصادي التابع للرئيس الأمريكي كان يُصرّ على استمرار الرسوم الجمركية،
رغم التحذيرات المتكررة من الداخل. غير أن مجموعة من الخبراء داخل البيت الأبيض حذّروا من بوادر أزمة اقتصادية طارئة،
خاصة بعد تراجع كبير في سوق السندات والأسهم الأمريكية، ما جعل الحديث عن انهيار اقتصادي وشيك أمرًا لا يمكن تجاهله.
بحسب الشبكة الأمريكية، فإن الرئيس ترمب، الذي رفض لعدة أسابيع تعديل سياساته الجمركية،
خضع أخيرًا لضغوط قاسية، ليس فقط من رجال الأعمال وزملائه الجمهوريين، بل حتى من أصدقائه المقربين.
وجاء التراجع بعد موجة بيع حادة في سندات الحكومة الأمريكية، التي تعتبر عادة ملاذًا آمنًا للمستثمرين، ما جعل التداعيات المحتملة أكثر وضوحًا أمام الرئيس.
في تفاصيل الاجتماع الحاسم، ناقش وزير الخزانة سكوت بيسنت مع ترمب بشكل مباشر تداعيات تدهور سوق السندات،
معززًا المخاوف التي سبق أن نقلها مسؤولو الاقتصاد في البيت الأبيض.
فقد أطلعوا ترمب على تسارع عمليات البيع في سوق سندات الخزانة الأمريكية،
محذرين من أن استمرار هذا الوضع سيقود إلى أزمة اقتصادية خانقة.
وفي مساء أمس، أعلن ترامب تعليق الرسوم الجمركية على جميع الدول،
باستثناء الصين، التي رفع الرسوم عليها إلى 125%. في المقابل، منح الدول الأخرى مهلة 90 يوماً للتفاوض بشأن الرسوم الشاملة البالغة 10%،
والتي لا تزال سارية حتى إشعار آخر. هذا الإعلان جاء بمثابة تنفس الصعداء لأسواق المال، التي عاشت حالة من التوتر الشديد خلال الأيام الماضية.
وبذلك، يكون قرار تعليق الرسوم الجمركية قد جاء نتيجة ضغوط اقتصادية داخلية وتحذيرات من انهيار اقتصادي محتمل،
مما يجسد تحوّلاً حادًا في سياسات ترامب التجارية التي لطالما تمسك بها.
تعليق الرسوم الجمركية
لا توجد مقالات ذات صلة