تاريخ
-
المسجد الأموي في دمشق: معلم تاريخي وثقافي يُجسد عراقة الحضارة الإسلامية
نشر بتاريخ 2024/12/14 12:26 صباحًا
52 مشاهدة
المسجد الأموي في دمشق: معلم تاريخي وثقافي
حيثما يعد المسجد الأموي في دمشق أحد أبرز المعالم التاريخية في العالم الإسلامي، ويعتبر نقطة تحول هامة في تاريخ المدينة. فقد ساهم في جعل دمشق مركزًا رئيسيًا للعلم والفن والفكر والحضارة، حيث أطلق منه العديد من العلوم والثقافات التي انتشرت إلى مختلف أنحاء العالم.
كذلك هناك روايتان مختلفتان حول تأسيس المسجد الأموي:
الرواية الأولى: تعود بداية بناء المسجد إلى ما خطط له أبو عبيدة بن الجراح عام 634م عندما دخل دمشق، حيث تم تخصيص النصف الشرقي من الكنيسة المسيحية ليُحوّل إلى مسجد. بعدها، وفي عهد الوليد بن عبد الملك عام 706م، قام بتعويض المسيحيين بمبالغ كبيرة وأخذ النصف الغربي من الكنيسة ليبني مكانه المسجد الأموي.
الرواية الثانية: تشير إلى أن المسجد بني على موقع معبد قديم مخصص للإله “جوبتير”، الذي حوله الإمبراطور الروماني “ثيودور” إلى كنيسة في عام 379م. بعد ذلك، قام أبو عبيدة بن الجراح ببناء مسجد في الموقع، وأكمل الوليد بن عبد الملك بناءه على هذا الموقع عام 705م.
عملية البناء
استعان الوليد بن عبد الملك في بناء المسجد بحرفيين من الفرس والهنود وفنانين من اليونان، واستغرق البناء حوالي عشر سنوات، حيث اكتمل في عهد خليفته سليمان بن عبد الملك في 715م.
المسجد بني وفق مخطط معماري مشابه للمسجد النبوي في المدينة المنورة، وقد شمل بيتًا للصلاة، قبة كبيرة، أروقة، وصفوف من الأعمدة، بالإضافة إلى صحن الجامع المفتوح. كما تم إضافة مقصورة أمام المحراب في عهد سليمان بن عبد الملك.
الموقع والتوسع
كذلك فإن المسجد يقع في وسط مدينة دمشق القديمة، ويحده من:
الجنوب: حي البزورية.
الغرب: سوق الحميدية.
الشرق: مقهى النوفرة.
الشمال الغربي: المدرسة العزيزية وضريح السلطان صلاح الدين الأيوبي.
التاريخ والترميمات
كما وتأثر المسجد بالعديد من الأحداث التاريخية ومنها:
الحرائق: تعرض المسجد لعدة حرائق، كان أولها في 1069م، مما دمر جزءًا من الزخارف. تمت عمليات ترميم مستمرة طوال العصور الإسلامية، شملت تجديدات في عهد السلاجقة وغيرها.
الإضافات المعمارية: في العصر العباسي، أضيفت قبة في الجهة الشرقية، وتوسعت بشكل ملحوظ مع بناء قبة الخزنة في 789م، التي تحولت إلى مكتبة لحفظ المخطوطات.
المواصفات المعمارية
المساحة: يغطي المسجد مساحة مستطيلة تبلغ 157 × 100 متر، ويحيط به جدران كبيرة مدعمة.
المآذن: يحتوي المسجد على ثلاث مآذن:
مئذنة العروس: تقع في منتصف الجدار الشمالي.
مئذنة عيسى: هي أطول المآذن، بنيت على جزء من برج معبد روماني.
مئذنة الزاوية الجنوبية الغربية: هدمت في حريق 1401م وأعيد بناؤها في عهد السلطان قايتباي.
الأبواب: يحتوي المسجد على أربعة أبواب:
الباب الشرقي: من أكبر الأبواب.
الباب الغربي: يسمى “باب البريد”.
الباب الشمالي: يسمى “باب الكلاسة”.
الباب الجنوبي: يسمى “باب الزيادة”.
مكانة المسجد
كما وأن المسجد الأموي لا يمثل فقط معلمًا دينيًا، بل هو أيضًا رمز من رموز تاريخ دمشق الحضاري، حيث تمثّل فيه العمارة الإسلامية بأجمل صورها.