الوضع الداكن
تاريخ - العالم توماس إديسون… الذي أنار الظلمات
نشر بتاريخ 2024/05/28 8:58 صباحًا
372 مشاهدة

حين يذكر اسم توماس إيديسون يذهب العقل دوماً إلى المصباح الكهربائي، باعتبار إديسون مكتشفه، غير أن ما يغيب عن الأذهان هو أن الرجل له ما يفوق الـ1000 براءة اختراع، تجعل منه قصة شبه أسطورية وسط مخترعي الغرب في نهايات القرن الـ19.

لم يكن إديسون بحال من الأحوال الكتكوت الفصيح، إذ لم يصح مبكراً في بواكير حياته، بل على العكس من ذلك كان على الدوام شريد الذهن بالمدرسة، إذ وصفه أستاذه بأنه “فاسد”.

بعد ثلاثة أشهر من الدراسة النظامية استدعى ناظر المدرسة والدة إديسون، ليخبرها بأن مستوى ابنها العلمي لا يرقى إلى إكمال دراسته، فما كان من الأم إلا أن دافعت عنه دفاع الأبطال وآلت على نفسها أن تكمل تعليمه بنفسها.

في وقت لاحق كتب إديسون يقول “والدتي هي من صنعتني، لقد كانت واثقة بي، حينها شعرت بأن لحياتي هدفاً، وشخصاً لا يمكنني خذلانه”. كانت والدته تقوم بتدريسه في المنزل، وأسهمت قراءته كتب العلم والفيزياء والكيمياء لمختلف العلماء الأوروبيين والأميركيين السابقين، في جعله شخصية مغايرة، سيكون لها يوماً ما عظيم الشأن في مجال المخترعات.

ترجع أصول إديسون إلى جذور هولندية، وقد كانت رحلة حياته نوعاً من أنواع الكفاح والمثابرة مع الحياة الصعبة الخشنة، لا سيما أنه في وقت مبكر عانى مشكلات في السمع، وإن ظل السبب غير محدد، فهناك من مؤرخي حياته من قال إن “الحمى القرمزية” هي السبب، والبعض الآخر عزا الأمر إلى قيام سائق قطار بإلقائه هو ومعمله الصغير من القطار بعد أن اكتشف وجود النيتروغليسيرين معه، وهي مادة قابلة للانفجار، غير أن إديسون نفسه تحدث ذات مرة فقال إن السبب هو قيام عامل القطار بمساعدته على الركوب برفعه من إذنيه.

بدأت مسيرة حياته في ولاية ميتشيغان في أوائل ستينيات القرن الـ19، حين باع الحلوى والصحف في القطارات، ولاحقاً الخضراوات لتعزيز دخله.

على أن ما يثبت موهبته المبكرة، أنه فيما كان يفعل كذلك لم يهمل تعليم وتثقيف نفسه، فدرس التحليل النوعي، وهو أحد الفروع الرئيسة في علم الكيمياء، وأجرى تجارب كيماوية في القطار إلى أن وقعت حادثة حظرت القيام بمزيد من تلك الأعمال.

بدا الصبي إديسون قادراً على تطوير نفسه بنفسه بدرجة كبيرة، فعبر المشاركة مع بعض الأصدقاء حصل على الحق الحصري لبيع الصحف، ثم لم يلبث أن أصدر نشرة أسبوعية، لم تنفك تتحول إلى صحيفة محلية.

كانت هذه إشارة البدء لدخوله إلى عالم الأعمال، التي بدأت صغيرة ومتواضعة، لكنها لم تلبث أن تحولت في نهاية المطاف إلى 14 شركة، بما فيها شركة جنرال إلكتريك، التي لا تزال إحدى كبرى الشركات المساهمة في العالم.

كانت مدينة بوسطن في ستينيات القرن الـ19 بمثابة محور للثقافة والعلوم، وعندما حل إديسون بها أثناء العمل بشركة “ويسترن يونيون”، كان يزور مصنعاً لإنتاج أجهزة التليغراف، وهناك تعلم تبادل الأفكار مع شخصيات اتسمت بالذكاء، وفي عام 1868 تمكن من تسجيل أول براءة إختراع باسمه، وكانت عبارة عن جهاز لتسجيل الأصوات الانتخابية كهربائياً للإسراع من عملية التصويت بالضغط على أزرار.

رفض الكونغرس الأميركي اختراع إديسون، والمدهش أن المخترع الشاب لم يصب بالخيبة، بل تعلم من ذلك درساً مفاده “لا تهدر وقتك في اختراع شيء لا يمكنك بيعه الناس”، وفي ضوء هذا السيناريو بنى منهجيته التي تربط بين مخترعاته وكسبه المال.

الكلمات الدلالية
مقالات ذات صلة

لا توجد مقالات ذات صلة

اقرأ ايضاً
اخر الحلقات