الذهب يخسر بريقه مع ارتفاع الدولار

شهدت أسعار الذهب تراجعًا طفيفًا في تداولات اليوم الثلاثاء، مع ترقب الأسواق لتطورات سياسية وجيوسياسية مهمة،

أبرزها مفاوضات السلام بين روسيا وأوكرانيا، والمحادثات النووية بين الولايات المتحدة وإيران.
وانخفض الذهب في المعاملات الفورية بنسبة 0.15% ليسجل 3225.40 دولاراً للأوقية،

كما تراجعت العقود الأميركية الآجلة بنسبة 0.34% إلى 3222.60 دولاراً.

وجاء هذا التراجع بالتزامن مع تعافي محدود في قيمة الدولار الأميركي، مما قلل من جاذبية الذهب بالنسبة لحاملي العملات الأخرى.
وقال كايل رودا، المحلل في “كابيتال دوت كوم”:

“هناك بوادر تهدئة في المخاطر الجيوسياسية، ما يضع ضغطًا على أسعار الذهب،

مع تراجع ردود الفعل على تخفيض التصنيف الائتماني الأميركي”.

هدنة روسية أوكرانية مرتقبة وتصريحات قوية من كراسكو

أشار رودا إلى أن إعلان الرئيس الأميركي السابق دونالد ترامب عن بدء مفاوضات مباشرة بين روسيا وأوكرانيا زاد من التفاؤل بإمكانية التوصل إلى هدنة،

وهو ما يخفف من حالة عدم اليقين ويؤثر على توجه المستثمرين نحو الأصول الآمنة كالذهب.

ورغم انخفاض الأسعار، يرى رودا أن هناك مشترين يظهرون عند مستويات دون 3200 دولار،

لكنه توقع مزيدًا من التراجع في حال استمرار التهدئة الجيوسياسية.

وعلى مدار العام، ارتفع الذهب بنسبة تقارب 23%، متأثرًا بعوامل تضخم ومخاوف اقتصادية عالمية،

بينما يترقب المستثمرون مواقف مسؤولي مجلس الاحتياطي الفيدرالي الأميركي بشأن خفض الفائدة المتوقع في أكتوبر المقبل.

أداء المعادن النفيسة الأخرى

• الفضة: استقرت عند 32.43 دولاراً للأوقية.

• البلاتين: ارتفع بنسبة 1% إلى 1009.99 دولاراً.

• البلاديوم: استقر عند 976.66 دولاراً.

النفط: تفاوت في الأسعار وسط تعثر المحادثات النووية

برنت يتراجع.. وخام تكساس يرتفع

تباين أداء أسعار النفط خلال تعاملات اليوم، حيث تراجعت العقود الآجلة لخام برنت بنحو 6 سنتات لتسجل 65.53 دولاراً للبرميل،

بينما ارتفعت العقود الآجلة لخام غرب تكساس بـ48 سنتاً لتصل إلى 63.17 دولاراً، وارتفعت عقود يوليو الأكثر تداولاً بـ8 سنتات إلى 62.23 دولاراً للبرميل.

المفاوضات النووية بين واشنطن وطهران في طريق مسدود

نقلت وسائل إعلام إيرانية عن نائب وزير الخارجية، مجيد تخت روانجي،

أن المحادثات مع الولايات المتحدة “لن تفضي لأي نتيجة” إذا أصرت واشنطن على إيقاف تخصيب اليورانيوم.
في المقابل، شدد المبعوث الأميركي ستيف ويتكوف على أن الاتفاق يجب أن يتضمن وقف التخصيب بالكامل،

ما تسبب في تعثر المفاوضات.

ويرى المحللون أن فشل هذه المحادثات يقلل من احتمال تخفيف العقوبات الأميركية،

وهو ما يمنع إيران من زيادة صادراتها النفطية بنحو 300 إلى 400 ألف برميل يوميًا.

طلب آسيوي قوي يدعم الأسعار

رغم هذه المعطيات، تلقت أسعار النفط دعمًا من ارتفاع هوامش التكرير في آسيا، وخاصة في سنغافورة،

حيث تجاوزت الأرباح 6 دولارات للبرميل في مايو، مقارنة بـ4.4 دولارات في أبريل، حسب بيانات مجموعة بورصات لندن.

تأثيرات جيوسياسية واقتصادية

وأشار محللو “آي إن جي” إلى أن التوصل إلى اتفاق سلام بين روسيا وأوكرانيا قد يؤدي إلى تخفيف العقوبات على روسيا وزيادة تدفق النفط الروسي،

مما يرفع المعروض العالمي ويضغط على الأسعار.

في المقابل، ساهم خفض وكالة موديز التصنيف الائتماني للديون السيادية الأميركية في إضعاف توقعات الطلب داخل أكبر مستهلك للطاقة في العالم،

ما وضع سقفًا لارتفاع الأسعار.

كما أظهرت بيانات اقتصادية تباطؤ الإنتاج الصناعي ومبيعات التجزئة في الصين، ما زاد من القلق بشأن تباطؤ الطلب في أكبر مستورد للنفط عالميًا.

وتوقعت مؤسسة “بي إم آي” انخفاض استهلاك النفط الصيني بنسبة 0.3% في عام 2025.