يعد المتنبي واحداً من أكبر شعراء العرب، فهو من شعراء المعاني، خرج بالشعر عن أساليب العرب التقليدية، فهو إمام الطريقة الابتداعية في الشعر العربي، حظِي شعره بالحكم والأمثال، واختص بالإبداع في وصف المعارك، فأجاد التعبير والتصوير.
المتنبي:
هو أحمد بن الحسين بن الحسن بن عبد الصمد الجعفي أبو الطيب الكندي الكوفي، سيد شعراء القرن الرابع الهجري، حيث كان المتنبي صاحب كبرياء وشجاعة وطَموح ومُحب للمغامرات، وكان في شِعره يعتز بعروبته، ويفتخر بنفسه، وكان أفضل شِعره في الحكمة وفلسفة الحياة ووصف المعارك، إذ جاء بصياغة قوية محكمة. ولعل عين الشاعر اللاقطة تفاصيل المشهد وقدرته الفائقة على التعبير الفني بصورة تنقل القارئ إلى جو المعركة، ليعايشها ويتفاعل معها كأنه حاضرٌ فيها، يرى الحدث ويسمعه ويتخيله ويشارك فيه.
وكان المتنبي شاعراً مبدعاً عملاقاً يعد بحق مفخرة للأدب العربي، فهو صاحب الأمثال السائرة والحكم البالغة والمعاني المبتكرة. وجد الطريق أمامه أثناء تنقله لدى الأمراء والحكام، إذا تدور معظم قصائده حول مدحهم. إلا أن شِعره لا يقوم على التكلف والتصنع، لتَفجُرِ أحاسيسه وامتلاكهِ ناصية اللغة والبيان، مما أضفى عليه لوناً من الجمال والعذوبة، حيث ترك تراثاً عظيماً من الشعر القوي الواضح، يضم 326 قصيدة، تمثل عنواناً لسيرة حياته، صَوَّر فيها الحياة في القرن الرابع الهجري أوضح تصوير، ويستدل منها كيف جرت الحكمة على لسانه، لاسيما في قصائده الأخيرة التي بدا فيها وكأنه يودع الدنيا عندما قال:
لم يكن المتنبي لينسَ نفسهُ حين يمدح أو يهجو أو يرثي، ولهذا نرى روح الفخر شائعةً في شِعره، حيث كان موْلعاً بإطراء الذات
قيل في هذا أمور كثيرة، من أصحها وأكثرها روايةً أنه ادعى النبوة وتبعه خلقٌ كثيرٌ من البدو، فخرج إليه لؤلؤ أمير حمص فقبض عليه وسجنه، وتضاربت حول ذلك الروايات ولكن من الثابت أنه سُجن سنه 321هـ حيث كان مُستخفاً في السجن أول مرة، ولكن لما طال مقامه في السجن ولم يُطلق سراحه أرسل قصيدة يَستعطف فيها الأمير، فخرج من السجن وقد لُصق لقب المتنبي.
وفاته:
رويَ أن المتنبي قد قام بهجاء ضبّه بن يزيد الأسدي بقصيدة شديدة، ولما كان عائداً إلى الكوفة وكان في جماعة منهم ابنه محسّد وغلامه مفلح، فلقيه فاتك بن أبي جهل الأسدي، وهو خال ضبّه وكان في جماعة أيضاً، ولما ظفر به فاتك أراد الهرب فقال له غلامه: أتهرب وأنت القائل: