تكنولوجيا
-
هل تمثل سياسة “أوبن إيه آي” خطرا على البشرية؟
نشر بتاريخ 2024/05/24 8:59 صباحًا
409 مشاهدة
في الفترة الأخيرة، احتلت شركة أوبن إيه آي مكانة استثنائية في الأوساط التقنية، فربما أشهر منتجات مجال الذكاء الاصطناعي التوليدي حاليا هي منتجاتها، خاصة بعد إطلاقها روبوت المحادثة الأشهر “شات جي بي تي” في نهاية نوفمبر/تشرين الثاني عام 2022.
كما أن اقتراب عقد الصفقة مع شركة آبل، لكي يعمل “شات جي بي تي” داخل هواتف الآيفون، يضع الشركة الناشئة بين أكبر شركتين في العالم حاليا: مايكروسوفت وآبل، ويمنحها الفرصة لتعمل في مجال الشركات مع عملاء مايكروسوفت، بجانب الاستفادة من مواردها الضخمة، كما ستستفيد من عملاء شركة آبل ومستخدمي أجهزتها كهواتف الآيفون.
لكن ما يميّز “أوبن إيه آي” فعلا عن غيرها من الشركات هو الطموح الهائل الذي تسعى لتحقيقه، فهي لا تكتفِ بما وصلت إليه من إنجازات، بل تذكر أنها تحاول تطوير الذكاء الاصطناعي العام (AGI)، الذي من المفترض أن يكون نظاما بإمكانه أداء المهام بمستويات التفكير البشري أو ربما يتجاوزها في العديد من المجالات، لهذا من المفترض أن تملك الشركة سياسة واضحة للأمان والسلامة، في حال سعيها لتطوير مثل هذه النماذج الخارقة في المستقبل القريب.
في شهر يوليو/تموز من العام الماضي، أعلنت شركة أوبن إيه آي عن تشكيل فريق بحثي جديد يتولى مهمة الاستعداد لتطوير ذكاء اصطناعي “خارق الذكاء”، بإمكانه التفوق على مبتكريه والتغلب عليهم.
واختارت الشركة حينها إيليا سوتسكيفر، رئيس الباحثين وأحد مؤسسيها، ليكون قائدا مشاركا لهذا الفريق الجديد مع جان ليكه، وذكرت “أوبن إيه آي” وقتها أن الفريق سيحظى بنسبة 20% من طاقتها الحاسوبية على مدار 4 سنوات.
وكانت مهمة الفريق الأساسية هي التركيز على “الإنجازات العلمية والتقنية لتوجيه أنظمة الذكاء الاصطناعي الأكثر ذكاء منا والتحكم فيها”.
منذ عدة أشهر، كادت شركة أوبن إيه آي تخسر موظفيها المهتمين للغاية بضمان أمان أنظمة الذكاء الاصطناعي التي تطورها الشركة.
والآن، بدأت الشركة في الاستغناء عنهم نهائيا، إذ قررت الإدارة، بقيادة رئيسها التنفيذي سام ألتمان، حل هذا الفريق الذي كان يركز على المخاطر طويلة الأمد للذكاء الاصطناعي بعد عام واحد من إعلانها تشكيله، وفقا لما أكده شخص مطلع على الوضع لشبكة “سي إن بي سي” منذ عدة أيام.
وذكر الشخص، الذي تحدث بشرط عدم الكشف عن هويته، أن بعض أعضاء الفريق قد أُعيد تعيينهم في عدة فرق أخرى داخل الشركة.
وقبل هذا الخبر بأيام قليلة، أعلن قائدا الفريق إيليا سوتسكيفر وجان ليكه رحيلهما عن الشركة الناشئة، ولم يكشف سوتسكيفر أسباب رحيله، لكن ليكه أوضح بعض التفاصيل حول سبب مغادرته الشركة، وذكر عبر حسابه على منصة إكس: “إن صنع آلات أكثر ذكاء من البشر مسعى محفوف بالمخاطر بطبيعته. تتحمل أوبن إيه آي مسؤولية هائلة نيابة عن البشرية بأسرها. ولكن على مدى السنوات الماضية، تراجعت ثقافة السلامة وعملياتها على حساب المنتجات البرّاقة”.
إن كنا داخل أحد أفلام هوليوود، فربما نعتقد أن الشركة قد اكتشفت سرا خطيرا في أحد أنظمة الذكاء الاصطناعي، أو طورت نموذجا خارقا على وشك تدمير البشرية، ولهذا قررت التخلص من فريق مخاطر الذكاء الاصطناعي، لكننا لسنا داخل أحد أفلام هوليوود، وربما يرجع الأمر في النهاية إلى سام ألتمان نفسه، ومدى قوته التي فرضها على الشركة خلال الفترة الماضية.
أشارت عدة مصادر من داخل الشركة أن هؤلاء الموظفين فقدوا ثقتهم في سام ألتمان، الرئيس التنفيذي للشركة، وفي أسلوب قيادته، وهذا ما أوضحه ليكه في منشوره على منصة إكس حول سبب استقالته قائلا “كنت أختلف مع إدارة أوبن إيه آي حول أولويات الشركة الجوهرية منذ فترة طويلة، إلى أن وصلنا أخيرا إلى نهاية الطريق”.