تكنولوجيا
-
ستيف جوبز: عبقري التقنية الذي غير وجه العالم
نشر بتاريخ 2025/01/04 1:11 مساءً
25 مشاهدة
ستيف جوبز: عبقري التقنية وصانع الثورات الرقمية
في عالم التكنولوجيا الذي يشهد تطورًا مستمرًا، يبقى اسم ستيف جوبز أحد الأيقونات التي ساهمت في تشكيل هذا المستقبل. فهو ليس فقط مؤسس شركة “آبل”، بل كان أيضًا القوة الدافعة وراء العديد من الابتكارات التي غيّرت العالم، من جهاز “ماكنتوش” إلى “آيفون” و”آيباد”. لكن من هو هذا الرجل الذي ترك بصماته على كل جهاز إلكتروني نستخدمه اليوم؟
وُلد ستيف بول جوبز في 24 فبراير/شباط 1955 في ولاية كاليفورنيا الأمريكية. كان يُحب أن يصف نفسه قائلاً: “لا يوجد إلا قليل من الرجال الذين غيّروا مجرى التاريخ مثل نيوتن وآينشتاين، وأنا واحد منهم”. لكن وراء هذه الثقة كان هناك تحديات لا تُحصى، حيث كانت أصوله غير تقليدية.
والده، عبد الفتاح جون جندلي، سوري الأصل، وكان قد حصل على شهادة الدكتوراه في العلوم السياسية من الولايات المتحدة، حيث التقى بجوان كارول شيبل، والدة ستيف. ورغم انفصال الوالدين، تبنّت عائلة أخرى ستيف جوبز، بينما تبنت عائلة أميركية أخته منى سمبسون.
الطفولة والإبداع المبكر
منذ طفولته، أظهر جوبز اهتمامًا غير عادي بالتكنولوجيا. ففي المرحلة الثانوية، كان قد ابتكر شريحة إلكترونية، مبدعًا بذلك أولى خطواته نحو المستقبل.
التعليم والقرار الصعب
أنهى جوبز دراسته الثانوية في عام 1972 في مدينة كوبرتينو، ثم التحق بجامعة ريد في ولاية أوريغون، ولكن لم يحقق النجاح المطلوب، حيث فشل في عامه الأول وقرر مغادرتها. هذا القرار، رغم كونه غير تقليدي، كان خطوة مهمة في مسيرته الشخصية والمهنية.
التجربة العملية الأولى
بعد تركه للجامعة، سعى جوبز لتطوير مهاراته التقنية بشكل مستقل. تقدم إلى شركة “أتاري”، الشركة الرائدة في مجال ألعاب الفيديو آنذاك، وأصبح مصمم ألعاب بها. ثم قرر أخذ قسط من الراحة، سافر إلى الهند ثم عاد ليواصل عمله مع “أتاري”.
شراكة مع “وزنياك” وولادة “آبل”
في عام 1976، التقى جوبز بزميله في العمل ستيف وزنياك، مهندس الحاسوب الموهوب، وقررا معًا تأسيس شركة “آبل”. كانت البداية مع جهاز “أبل 2″، الذي صار أول حاسوب شخصي يُحقق نجاحًا تجاريًا كبيرًا. ثم جاء عام 1984 مع “ماكنتوش”، الذي قدّم مفهوم واجهة المستخدم الرسومية والفأرة، ليُغيّر من طريقة استخدام أجهزة الكمبيوتر.
في مرحلة لاحقة، نشب صراع داخلي في “آبل”، مما أدى إلى طرد جوبز من الشركة التي أسسها. فبدأ بتأسيس شركة “نكست” التي ركزت على تطوير منصات العمل المتطورة. كما قام بشراء قسم الرسوميات في شركة “لوكاس فيلم”، ليحوّلها إلى شركة “بكسار”، التي أصبحت واحدة من أكبر شركات إنتاج أفلام الرسوم المتحركة ثلاثية الأبعاد.
لكن عام 1996 شهد عودة جوبز إلى “آبل”، بعد أن اشترت الشركة “نكست”. من هنا بدأت “آبل” تعود إلى دائرة التألق عبر إطلاق جهاز “آيماك” الذي ساعد في تعزيز مكانتها في السوق العالمي.
الابتكارات التي غيرت العالم
عام 2001 شهد إطلاق جهاز “آيبود” الذي غيّر مفهوم مشغلات الموسيقى المحمولة، تلاه عام 2007 بإطلاق “آيفون”، الذي أحدث ثورة في عالم الهواتف الذكية. في 2010، أطلق جوبز جهاز “آيباد”، ليواصل بذلك رحلة الابتكار التي لم تتوقف.
الوفاة والإرث
في يناير/كانون الثاني 2011، أعلن جوبز عن إصابته بسرطان البنكرياس، مما اضطره للاستقالة من منصبه في “آبل” في أغسطس/آب من نفس العام. توفي جوبز في 5 أكتوبر/تشرين الأول 2011، لكن إرثه ما زال حيًا من خلال الأجهزة التي جعلت الحياة الرقمية أسهل وأسرع وأكثر تفاعلًا.