الوضع الداكن
تاريخ - الأب الرويحي لنتنياهو و”المسيح” المنتظر بنظر أتباعه.. الحاخام مناحيم مندل شنيرسون
نشر بتاريخ 2024/12/30 12:32 صباحًا
32 مشاهدة
مناحيم مندل شنيرسون

مناحيم مندل شنيرسون، المعروف بين أتباعه باسم “لوبافيتش ريبي”، كان شخصية بارزة في الحركة الحسيدية اليهودية وفي الدراسات القبالية. ولد في جنوب أوكرانيا عام 1902 ونشأ في بيئة يهودية تقليدية تحت إشراف والده، الحاخام إسحاق شنيرسون. استطاع شنيرسون أن يحوّل حركة “حباد لوبافيتش” من جماعة صغيرة كانت على وشك الاندثار إلى شبكة دينية عالمية تضم أكثر من مليون أتباع.

 


                                                    تابعونا على التليكرام


البدايات والنشأة

 

مناحيم مندل شنيرسون تلقى تعليمه الأولي في التوراة والتلمود على يد والده ومعلمين خصوصيين، مما أهله لأن يصبح من أبرز العقول اليهودية في سن مبكرة. عندما بلغ الثالثة عشرة، بدأ يلفت الأنظار بقدراته العلمية، مما عزز مكانته بين الحاخامات. لاحقًا، تزوج ابنة زعيم حركة “حباد”، يوسف إسحق شنيرسون، الذي أعده لخلافته.

الدراسة والتكوين العلمي

 

شنيرسون لم يقتصر على الدراسات الدينية فقط، بل درس الفلسفة والفيزياء والهندسة الكهربائية، ما منحه خبرة علمية واسعة. بعد هروبه من النازية في ألمانيا، انتقل إلى فرنسا والتحق بجامعة السوربون، حيث عمّق معرفته بالفلسفة. لاحقًا، هاجر إلى الولايات المتحدة وعمل في البحرية الأميركية، واستمر في تطوير أفكاره الدينية والاجتماعية.

قيادة حركة “حباد لوبافيتش”

 

تولى شنيرسون زعامة حركة “حباد” عام 1951 بعد وفاة زعيمها السابق. وخلال أربعين عامًا من القيادة، أنشأ شبكة واسعة من المؤسسات التعليمية والدينية حول العالم، وأطلق مبادرات لتعزيز الهوية اليهودية بين أتباعه، مثل حملات “الميتزفاه” و”التفلين”.

الرؤية والفكر

 

رغم إيمانه بحق إسرائيل فيما يُعرف بـ”أرض الميعاد”، إلا أنه انتقد العلمانية المتزايدة في إسرائيل، خاصة في التعليم. رفض أي تنازلات عن الأراضي الإسرائيلية، معتبراً أن ذلك يتعارض مع الشريعة اليهودية. كما كانت آراؤه المثيرة للجدل سببًا في تقسيم الآراء حوله، إذ وصفه البعض بـ”المسيح المخلص”، بينما اعتبره آخرون، مثل الحاخام إليعازر شاخ، “المسيح الدجال”.

تأثيره السياسي

 

شنيرسون لم يكن سياسيًا بشكل مباشر، لكنه لعب دورًا كبيرًا في التأثير على السياسات الإسرائيلية والأميركية. علاقته مع رؤساء الولايات المتحدة امتدت لعقود، بدءًا من الرئيس كينيدي، حيث أطلق حملته لإرسال مبعوثين إلى العالم استجابةً لما وصفه بـ”إشارة إلهية”. كما تدخل لدعم قضايا يهودية عبر مكالمات ورسائل مع المسؤولين.

إرثه

 

استمر تأثير شنيرسون بعد وفاته عام 1994، حيث بقيت حركة “حباد لوبافيتش” واحدة من أكبر المنظمات اليهودية في العالم. ترك إرثًا يجمع بين التعليم الديني والعمل المجتمعي، وهو ما يعكس رؤيته في الحفاظ على الهوية اليهودية عالميًا.

الكلمات الدلالية
مقالات ذات صلة
اقرأ ايضاً
اخر الحلقات