الوضع الداكن
تكنولوجيا - مخاوف من انقطاع أكبر في الخدمات الحيوية
نشر بتاريخ 2024/07/31 10:11 صباحًا
228 مشاهدة

بين ليلة وضحاها تمكنت شركة “كراود سترايك” البارزة في قطاع الأمن السيبراني من تحقيق أسوأ كوابيس العالم التقني، إذ تسببت في تعطل أكثر من 8 ملايين حاسوب يعمل بنظام “ويندوز” في العالم، ومعه تعطلت الحياة كما نعهدها.

فقدت شركات الطيران والمطارات قدرتها على تنظيم الركاب والرحلات الجوية، لذا تعطلت جميع الرحلات الجوية بين مختلف بقاع الأرض، كما خسرت المستشفيات وخدمات الإسعاف والطوارئ اتصالها بالشبكة الرئيسية والشبكات الداخلية بها، فلم يحصل المرضى على الرعاية التي يستحقونها ولم تستطع سيارات الإسعاف إنقاذ المصابين كما ينبغي لها، ولا ننسى ذكر البنوك والمؤسسات المالية التي كادت تفقد أموال المودعين بها.

تنوعت الأضرار التي تسببت فيها “كراود سترايك”، وبينما استطاعت الشركة تحديد سبب المشكلة، وهو خطأ برمجي من جانبها، قامت بإطلاق التحديث لمختلف الحواسيب المتضررة في 78 دقيقة فقط، إلا أن الضرر الذي تسببت فيه استمر مدة قاربت الأسبوع. ومن المتوقع أن يستمر الضرر لأبعد من ذلك، إذ لا يمكن تطبيق التحديث المنقذ عن بعد لأن الحواسيب لا تعمل من الأساس، ويجب تثبيتها بشكل يدوي في كل حاسوب، ويمكنك تخيل صعوبة تثبيت تحديث يدوي في 8 ملايين جهاز في العالم.

وبينما يُظن أن الانقطاع والعطل السابق من “كراود سترايك” هو أسوأ ما قد يحدث في عالم التقنية، فإن مارك أتوود خبير البرمجيات المفتوحة يصف هذه الكارثة بكونها “حادثة بسيطة”، في حديثه مع موقع “فوكس”، مشيرا إلى قدرة هذه الأخطاء على تحطيم الحواسيب والأجهزة الذكية في العالم بشكل يتسبب في عودتنا إلى العصور الحجرية، وهذا هو الخطر الأكبر.

لا تعد التحديثات المعطوبة والأخطاء البرمجية شيئًا جديدًا على عالم التقنية، إذ لطالما وجدت وستظل موجودة حتى يصل المبرمجون إلى حلول تعالج الأخطاء البرمجية قبل إرسالها في التحديثات، وأي مستخدم للجوالات الذكية يعرف أن بعض التحديثات تسبب تلف الجوال وتعطله. إذن، لماذا تسبّب خطأ “كراود سترايك” في كارثة بهذا الحجم.

ومن أجل الإجابة عن هذا السؤال يجب النظر إلى الكارثة بصورة شاملة تتضمن كل الجوانب المتعلقة بها، أي أبعد من مجرد العطل التقني والتحديث المعطوب وكيفية انتشاره، إذ إن خدمات “كراود سترايك” الأمنية ممتدة بشكل كبير ومتغلغلة في جميع القطاعات في العالم، بدءًا من المطارات حتى المستشفيات والبنوك وبعض الحواسيب المنزلية فضلًا عن الهيئات الحكومية والفدرالية في أميركا، إذ يقدر بأن الشركة تستحوذ بمفردها على 25% من إجمالي قطاع برمجيات الأمن السيبراني ذات الاستخدام التجاري.

لذا، فإن الضرر الذي تسببت فيه الكارثة السابقة لم يكن بسبب قوة خدمات “كراود سترايك”، بل يرجع إلى أماكن استخدام هذه الخدمات، كأن يصاب قلب الإنسان بعدوى بكتيرية تسبب وصوله إلى غرف العناية المركزة، بينما لا يحدث الأمر ذاته إن كانت العدوى في الجهاز الهضمي أو أحد الأطراف، لأنها ليست مؤثرة مثل القلب، وإذا تم استبدال “كراود سترايك” بشركة أخرى تملك الانتشار ذاته في مختلف القطاعات في العالم، فإن هذه الشركة قد تكون معرضة للوقوع في الخطأ ذاته.

الكلمات الدلالية
مقالات ذات صلة

لا توجد مقالات ذات صلة

اقرأ ايضاً
اخر الحلقات