بينما شهد فتح مكة نهاية للكفر في معقله الأقوى، وبدء عهد جديد للإسلام في الجزيرة العربية. أتى الفتح نتيجة لنقض قريش لبنود صلح الحديبية، مما دفع النبي محمد ﷺ إلى التحرك لنصرة حلفائه من قبيلة خزاعة.
كذلك بعد صلح الحديبية، اعتدت قبيلة “بنو بكر” – المتحالفة مع قريش – على قبيلة “خزاعة” حلفاء المسلمين، بدعم خفي من قريش. هذا الخرق دفع الرسول ﷺ إلى تجهيز جيش قوامه 12 ألف جندي للرد على هذا الغدر.
سير الأحداث
الإعداد والتحرك: انطلق الجيش الإسلامي من المدينة في العاشر من رمضان في السنة الثامنة للهجرة، متجهاً نحو مكة، مع توصية بعدم إراقة الدماء إلا للضرورة.
إعلان الأمان: أسلم أبو سفيان بعد لقائه النبي ﷺ، وأعلن لقريش: “من دخل دار أبي سفيان فهو آمن، ومن أغلق عليه بابه فهو آمن، ومن دخل المسجد الحرام فهو آمن”.
التوزيع العسكري: دخل الجيش الإسلامي مكة من ثلاثة محاور، بقيادة خالد بن الوليد والزبير بن العوام وأبو عبيدة بن الجراح. كان الدخول سلمياً باستثناء اشتباك محدود.
موقف النبي من قريش
كما وتوجه النبي ﷺ إلى قريش قائلاً: “ما ترون أني فاعل بكم؟” فأجابوه: “أخ كريم وابن أخ كريم.” فقال: “اذهبوا فأنتم الطلقاء.”
إزالة الأصنام وتطهير الكعبة
كما وطاف النبي ﷺ بالكعبة، وأزال الأصنام حولها، مردداً قوله تعالى: “جاء الحق وزهق الباطل إن الباطل كان زهوقاً.” (الإسراء: 81).
نتائج الفتح
إعلان الإسلام ديناً ظاهراً في مكة.
دخول الناس في دين الله أفواجاً.
تحول مكة إلى قلعة للإسلام ودعوة التوحيد.
ترتيب شؤون المدينة وبيان معالم الدين الحنيف.
الرسالة الخالدة
كذلك أكد النبي ﷺ من خلال هذا الفتح قيم التسامح والعفو عند المقدرة، ليصبح فتح مكة نقطة تحول كبرى في نشر رسالة الإسلام.