تاريخ
-
عمر المختار: أسد الصحراء ورمز المقاومة الليبية
نشر بتاريخ 2025/01/05 10:39 مساءً
33 مشاهدة
عمر المختار، أحد أبرز المجاهدين الذين قاوموا الغزو الإيطالي لليبيا بين 1911 و1931، لقبته الجماهير الليبية بـ”شيخ المجاهدين” و”أسد الصحراء”. ورغم أسر الإيطاليين له، ومحاكمته الصورية التي أسفرت عن إعدامه شنقًا في 16 سبتمبر 1931، فإن سيرته الجهادية وحكمته ألهمت الأجيال القادمة في مختلف مراحل تاريخ ليبيا.
وُلد المختار في عام 1862 (أو 1858) في قرية جنزور، بمنطقة الجبل الأخضر شرقي ليبيا. نشأ يتيمًا بعد وفاة والده، حيث تولى الشيخ حسين الغرياني رعايته، وأدخله معهد الجغبوب حيث درس العلوم الشرعية.
الدراسة والتكوين
قضى عمر المختار ثمانية أعوام في معهد الجغبوب، حيث اطلع على الفقه والحديث والتفسير، وقد تأثر بشكل عميق بمبادئ الدعوة السنوسية التي تتسم بالعلم والجهاد.
التوجّه الفكري والوظائف
منذ صغره، تربى عمر المختار على المبادئ الجهادية الدعوية، وأصبح من القادة الذين نالوا ثقة مشايخ الدعوة السنوسية، حيث تولى عدة مسؤوليات بدءًا من مشيخة “زاوية القصور” عام 1897.
المسار الجهادي
بعد إعلان إيطاليا الحرب على الدولة العثمانية في 1911، بدأ عمر المختار تنظيم الجهاد ضد الاحتلال الإيطالي. قاد المجاهدين في معارك عدة ضد القوات الإيطالية، وكانت معركة السلاوي من أبرز معاركه في 1911. على مدار عشرين عامًا من الجهاد، سجل المجاهدون بقيادته انتصارات عدة، ورغم انسحاب السنوسيين إلى مصر في 1922، استمر في مقاومة الاحتلال.
الأسر والوفاة
في 1931، وقع المختار في الأسر بعد معركة في وادي الجريب، حيث تم نقله إلى بنغازي بعد إصابته بجروح. في 16 سبتمبر 1931، تم إعدامه شنقًا أمام آلاف الليبيين، ليبقى أسمه رمزًا للمقاومة والجهاد ضد الاحتلال.
أسد الصحراء
يُذكر أن فيلم “أسد الصحراء” الذي أخرجه مصطفى العقاد في 1981، وثق كفاح عمر المختار، حيث لعب الممثل أنتوني كوين دور المجاهد الليبي. كما خلدت ليبيا ذكرى المختار بتسمية جامعة باسمه، إضافة إلى ظهوره على العملة الليبية من فئة العشرة دنانير.
تجربة عمر المختار ألهمت ثوار 17 فبراير/شباط 2011، الذين اتخذوا من مسيرته الجهادية مصدر إلهام لمقاومة الاستبداد.