في كأس العالم للأندية الأخيرة، اضطر الاتحاد الدولي لكرة القدم (فيفا) إلى تطبيق استراحات تبريد وسط المباريات لحماية اللاعبين،
خاصةً بعد انتقادات من المدربين حول توقيت انطلاق المباريات في فترة الظهيرة. مدرب بروسيا دورتموند، نيكو كوفاتش،
كان من أبرز من اشتكوا من ذلك، عقب خسارته أمام ريال مدريد في ربع النهائي بنتيجة 3-2، حيث أقيمت المباراة تحت شمس نيوجيرسي في الثالثة ظهرًا، ووسط حرارة قاربت 32 درجة مئوية.
كوفاتش لم يتردد في التحذير: “من الصعب على اللاعبين تقديم كرة قدم هجومية وقوية تحت هذا الحر.
أتمنى أن تؤجَّل مواعيد المباريات قليلًا في كأس العالم 2026 حتى يتمكن اللاعبون من الأداء بكامل طاقتهم”.
مدن تحت الخطر.. واللاعبون في الواجهة
من ناحية أخرى، كشفت تقارير أن 9 من أصل 16 مدينة ستستضيف مباريات كأس العالم 2026 تصنَّف بيئيًا بأنها “شديدة الخطورة”
على الأشخاص المصابين بأمراض متعلقة بالحرارة. الاتحاد الدولي للاعبي كرة القدم المحترفين عبّر عن قلقه،
وأعلن أنه يبحث مع فيفا حلولًا وقائية مثل تأخير المباريات أو اعتماد أنظمة تبريد إضافية.
فإذا كان لاعبو مانشستر سيتي وغيرهم قد عانوا من الحر في بطولة واحدة، فكيف سيكون الحال في بطولة تمتد أسابيع طويلة خلال ذروة الصيف الأميركي؟
هل ستؤثر الحرارة على متعة البطولة؟
بينما ينتظر من كأس العالم 2026 أن تكون نسخة تاريخية من حيث عدد المنتخبات وتنظيمها المشترك، إلا أن الطقس قد يفرض واقعًا مختلفًا. يقول أحد المحللين الرياضيين: “الجماهير تريد أن ترى كرة ممتعة، لكن الأجواء الحارة تقتل الحماس داخل الملعب”.
ويخشى البعض أن تتحوّل المباريات إلى مواجهات بطيئة ومرهقة، بدلًا من أن تكون مهرجانًا كرويًا مليئًا بالإثارة.
في النهاية، تبقى مسألة الحرارة تحديًا جوهريًا، وقد تحدد إلى حد بعيد طبيعة ما ستقدمه كأس العالم 2026 على أرض الواقع، بين تطلعات جماهيرية كبيرة، وواقع مناخي لا يرحم.