الوضع الداكن
تاريخ - كيف ساهمت الأندلس في تشكيل نظرة الغرب للإسلام؟
نشر بتاريخ 2025/05/31 9:56 مساءً
22 مشاهدة

جذور الإسلاموفوبيا.. من الأندلس إلى فرنسا

جريمة مسجد غارد تُعيد النقاش حول كراهية الإسلام

أثار مقتل شاب مسلم داخل مسجد بمنطقة غارد الفرنسية موجة غضب عارمة في أوساط المسلمين في فرنسا، وبعض القوى السياسية الأخرى، مُعيدًا إلى الواجهة النقاشَ حول ظاهرة الإسلاموفوبيا، التي تزداد انتشارًا في الغرب.

خلطٌ خطير بين التعايش وازدراء الآخر

تواجه الدول الغربية انتقادات متزايدة بشأن ما وُصف بتخاذلها في التصدي لخطابات الكراهية، حيث تختلط مفاهيم حرية التعبير بازدراء الأديان والتذويب القسري لهوية “الآخر”، ما يهدد مبادئ التعددية والتعايش الإنساني.

الأندلس.. البداية التاريخية لكراهية الآخر

تعود الجذور التاريخية لظاهرة الإسلاموفوبيا إلى نشأة حركات اليمين المسيحي المتطرف في بلاد الأندلس الإسلامية قبل أكثر من 1200 عام، حيث كانت المواجهة بين الثقافتين الإسلامية والمسيحية تتأرجح بين فترات من السلم والتعايش وأخرى من الصدام والحروب، كما في الحروب الصليبية ومرحلة ما بعد سقوط الأندلس.

إرث الصور النمطية الممتد حتى اليوم

الكثير من الصور الذهنية السلبية عن الإسلام والمسلمين، خاصة في أوروبا، تستمد جذورها من اللقاء التاريخي الصاخب الذي جرى في الأندلس، سواء في ظل التعايش الحضاري أو النزاعات المسلحة، وهو ما أدى إلى ترسيخ مواقف عدائية ما زالت تتغذى عليها تيارات اليمين المتطرف حتى اليوم.

محاكم التفتيش والإسلاموفوبيا المبكرة

شهدت أوروبا في حقبة ما بعد الأندلس انتشار صور مشوهة عن الإسلام، ساهمت بشكل كبير في تأجيج محاكم التفتيش ضد المسلمين واليهود، فيما يمكن وصفه بنسخة مبكرة من الإسلاموفوبيا، التي لعبت دوراً تحريضياً كبيراً.

المشرّع الأندلسي يواجه الكراهية بالتجريم

تميّزت التجربة الإسلامية في الأندلس بسنّ قوانين تجرّم الإساءة إلى الرموز والمقدسات الدينية، بغضّ النظر عن الانتماء الديني، وهو تشريع يفتقده كثير من الدول اليوم، ما يفتح المجال لتصرفات فردية متطرفة تهدد الأمن المجتمعي.

نكوص متطرف عن التسامح الحضاري

مع استعادة المسيحيين لحكم الأندلس، تنكّر المتعصبون لإرث التسامح الذي عاملهم به المسلمون، رغم أن ذلك الإرث أثّر لاحقًا في الثقافة الأوروبية وأسهم في تخفيف بعض عللها المجتمعية.

حركة “الشهداء المتطوعين” ومقاومة التعريب

في القرن التاسع الميلادي، ظهرت حركة مسيحية متطرفة عُرفت بـ”الشهداء المتطوعين”، بقيادة القس يولوخيو والأسقف ألفارو، لمواجهة ما أسموه “تغلغل الثقافة الإسلامية”، حيث هاجموا الإسلام جهارًا في المساجد والأماكن العامة.

دعوة للتعلُّم من التاريخ لا لتكراره

المقال لا يسعى لتكرار أخطاء الماضي، بل يدعو إلى استحضار العبر من تجربة الأندلس لإرساء قيم الحوار الحضاري، واحترام الأديان، والوقوف بوجه خطابات الكراهية التي تؤدي إلى صراعات مدمرة.

اقرأ ايضاً
اخر الحلقات