ترامب يهدد آبل برسم جمركي جديد: “اصنعوا الآيفون هنا أو ادفعوا الثمن”

في صباح يوم جمعة متقلب، وبينما كانت أسهم آبل تهتز في السوق المالي،

ظهر الرئيس الأميركي دونالد ترامب مجددًا على منصته “تروث سوشيال” بمنشور أحدث صدمة في عالم التكنولوجيا.

ترامب لم يكن يوجه حديثه للجمهور هذه المرة، بل إلى تيم كوك، الرئيس التنفيذي لشركة آبل.

قالها بصراحة تامة: “إما أن يتم تصنيع هواتف آيفون في الولايات المتحدة، أو ستواجهون رسوماً جمركية بنسبة 25% على الأقل”.

هذه ليست المرة الأولى التي يُعبر فيها ترامب عن استيائه من توجه آبل للتصنيع خارج أميركا.

بينما كان يزور الخليج الأسبوع الماضي، أعاد التأكيد على هذا الموقف، مشيرًا إلى “مشكلة صغيرة” كانت لديه مع تيم كوك،

وأوضح أنه أبلغه بأن تصنيع هواتف آيفون في الهند لا يلقى قبوله. من وجهة نظر ترامب، على آبل أن تعود “إلى الجذور”، إلى المصانع الأميركية.

تابعونا على التليكرام

آبل بين المطرقة والسندان

حاول تيم كوك التخفيف من أثر التهديد، فذكر خلال إعلان أرباح الربع الأول أن الهند ستكون بلد المنشأ لمعظم هواتف آيفون التي ستُباع في السوق الأميركي. لكن رغم هذا التصريح، لا تزال الصورة غير واضحة تمامًا، خصوصًا مع الرسوم الجمركية الأميركية المرتفعة التي قد تصل إلى 145% على بعض السلع المستوردة من الصين، رغم إعفاء الأجهزة التقنية كليًا في بعض الأحيان.

الرسوم الجمركية تهز السوق

بمجرد صدور تهديد ترامب، شهدت أسهم آبل انخفاضًا بنسبة 2.5% في تعاملات ما قبل السوق، وهو ما انعكس مباشرة على مؤشرات العقود الآجلة الأميركية. ومن ناحية أخرى، توقعت آبل أن تتكبد خسائر تصل إلى 900 مليون دولار خلال هذا الربع وحده، كنتيجة مباشرة لتلك الرسوم.

مشكلة أعمق من مجرد مصانع

وبينما يتبنى ترامب سياسة دفع الشركات للعودة إلى الأراضي الأميركية، فإن التقارير الاقتصادية تكشف عن معضلة أكبر. صحيفة وول ستريت جورنال أوضحت أن التحدي لا يكمن في بناء المصانع، بل في العثور على أميركيين مستعدين للعمل داخلها. فعودة الإنتاج لا تعني بالضرورة عودة الوظائف، في مجتمع يبدو أن أفراده باتوا أقل رغبة في الأعمال الصناعية.

في النهاية…

يحاول ترامب من خلال هذه السياسة فرض واقع جديد يدعم التصنيع المحلي ويحمي الاقتصاد الأميركي، بينما تجد آبل نفسها في مأزق معقد بين رغبتها في تقليل التكاليف، وضرورة الانصياع لضغوط سياسية واقتصادية متزايدة.