شركات الأغذية الكبرى تحذر من تأثير الارتفاعات السعرية على المستهلكين

أطلقت شركات الأغذية الكبرى في العالم تحذيرات متتالية هذا الأسبوع من تفاقم الأعباء على المستهلكين، في ظل ارتفاع أسعار السلع الأساسية مثل البن والكاكاو، إضافة إلى الضغوط الناتجة عن السياسات الجمركية للرئيس الأميركي دونالد ترامب، وفقًا لتقرير نشرته وكالة بلومبيرغ.

تابعونا على التليكرام

بيبسيكو: تراجع التوقعات بسبب الرسوم الجمركية

شركة “بيبسيكو”، التي تملك علامات تجارية شهيرة مثل “دوريتوس” و”بيبسي”، خفّضت توقعاتها السنوية للأرباح، مشيرة إلى تأثير “الرياح المعاكسة التجارية” وتدهور معنويات المستهلكين. وأوضحت الشركة أن تكلفة الإنتاج ترتفع بينما يتباطأ الطلب على منتجاتها من الوجبات الخفيفة والمشروبات الغازية.

ويأتي هذا في وقت تسعى فيه وزارة الصحة الأميركية، بقيادة روبرت ف. كينيدي الابن، إلى حظر استخدام أصباغ الطعام الصناعية المستخرجة من البترول، وهي مكونات تدخل في العديد من منتجات بيبسيكو، إلى جانب حملات تهدف إلى الحد من استهلاك المشروبات السكرية.

نستله: أسعار الكاكاو والبن ترفع الأسعار

شركة “نستله” السويسرية، المنتجة لقهوة “نسبريسو” وشوكولاتة “كيت كات”، اضطرت إلى رفع أسعارها بنسب مزدوجة في أسواق متعددة لمواجهة الارتفاع الحاد في أسعار الكاكاو والبن. ورغم ذلك، أكدت الإدارة أن الطلب الاستهلاكي ظل ضعيفًا رغم التعديلات السعرية.

يونيليفر: الضغوط من الأسواق الناشئة

أما شركة “يونيليفر”، التي تحقق نحو 60% من عائداتها من الأسواق الناشئة، فقد سجلت انخفاضًا في حجم المبيعات رغم ارتفاع الإيرادات الناتجة عن رفع الأسعار. وقد تركزت التراجعات في أميركا اللاتينية بسبب ارتفاع معدلات الفائدة، وفي الصين حيث تراجع الطلب بشكل عام.

دانون: التوجه نحو الصحة يعزز النمو

شركة “دانون” الفرنسية استفادت من زيادة الطلب على الزبادي العالي البروتين في أميركا الشمالية، وتركيبات الرُضع في الصين. كما تراهن الشركة على توجه المستهلكين نحو الغذاء الصحي، خاصة في ظل انتشار استخدام أدوية خسارة الوزن مثل “ويغوفي” من شركة “نوفو نورديسك”.

أعباء متزايدة بسبب الرسوم الجمركية

أشارت الشركات إلى أن قدرة المستهلكين على التحمل ستتوقف على تطورات الحرب التجارية.

فقد طالب الملياردير برنارد أرنو، رئيس شركة “LVMH”، الاتحاد الأوروبي بالتوصل إلى اتفاق مع واشنطن

لحماية منتجي النبيذ الفرنسي من الرسوم الجديدة.

وفي هذا السياق، تدرس اليابان زيادة وارداتها من الأرز وفول الصويا الأميركيين كإجراء تفاوضي في مواجهة رسوم ترامب. بينما خفّضت الصين وارداتها من العديد من السلع الأميركية إلى مستويات متدنية، وهو ما منح دولًا مثل البرازيل والأرجنتين فرصة لتعويض الحصة الأميركية من السوق العالمية.

التحديات القادمة حول  على مستوى الأسواق النامية

كما ووفقًا لتقرير “بلومبيرغ”، فإن تعقيد المشهد التجاري والتقلب في السياسات الجمركية

قد يؤديان إلى إعادة ترتيب سلاسل الإمداد الغذائي على نطاق عالمي. وعلى الرغم من التحديات الكبيرة،

تستمر الشركات الكبرى في التوسع لتعزيز الأمن الغذائي الإقليمي، مثل توسيع شركة “بي آر إف” البرازيلية في السعودية.

كما وومع استمرار اضطرابات التجارة العالمية، يواجه المستهلكون في الأسواق النامية تحديات متزايدة في الحفاظ على نمط حياة صحي وبأسعار معقولة.