ثقافة
-
الوثائق العثمانية العراقية تُرمم من رماد الحرب: أكثر من 2000 وثيقة أُعيد إحياؤها في 2025
نشر بتاريخ 2025/07/05 6:50 مساءً
4 مشاهدة
دار الكتب والوثائق العراقية ترمم أكثر من 2000 وثيقة عثمانية في 2025
في قلب بغداد، حيث تنبض الذاكرة العراقية بين جدران دار الكتب والوثائق، تتواصل الجهود بهدوء لكن بإصرار على صيانة ما تبقى من إرث وثائقي تعرض لأقسى محطات التدمير، لا سيما بعد كارثة الحرق والتخريب التي طالت الدار عام 2003. ففي إعلان جديد صدر اليوم السبت، كشفت الدار عن إنجازها ترميم أكثر من 2000 وثيقة تاريخية خلال النصف الأول من عام 2025، وهي وثائق تعود في معظمها إلى العهد العثماني، وتتناول شؤون ولايتي بغداد والموصل.
وأوضح المدير العام للدار وكالةً، بارق رعد علاوي، أن جهود ترميم الوثائق العثمانية العراقية تسير بوتيرة منتظمة منذ عام 2006،
بمعدل سنوي يقارب 3000 وثيقة. وبينما شدد على أن العمل لا يقتصر على الإصلاح المادي للوثائق فحسب،
أشار إلى أن المشروع يمثل ركيزة حقيقية في الحفاظ على الذاكرة الوطنية وصون التاريخ العراقي من الضياع أو التزوير.
تقنيات عالية وأيدي خبيرة
من ناحية أخرى، تحدثت أزهار وليد، مسؤولة المركز التدريبي لحفظ وصيانة الوثائق، عن مراحل الترميم بتفاصيل دقيقة.
حيثما تبدأ العملية بتشخيص دقيق للأضرار، ثم التعقيم والمعالجة، واختبار الأحبار لضمان عدم تلفها بالماء،
قبل أن تبدأ المرحلة الأهم: الترميم باستخدام الورق الياباني عالي الجودة.
وأكدت أن الحفاظ على الهوية الأصلية للوثائق يعد من أولويات العمل، حيث تراعى أدق التفاصيل لتبقى الوثيقة كما كانت، دون تزوير أو تشويه.
ترميم الوثائق العثمانية العراقية… حفظ للهوية وتاريخ لا ينسى
تكتسب الوثائق العثمانية العراقية أهمية استثنائية لكونها توثق حقبة مفصلية من تاريخ البلاد، وهي تمثل سجلاً غنيًّا لإدارة المدن، والضرائب، والعلاقات الاجتماعية والاقتصادية. وقد أسهمت عمليات الترميم التي تمت حتى الآن في إنقاذ آلاف الصفحات التي كادت أن تفقد للأبد.
من ناحية أخرى، تعكس هذه المشاريع التزام العراق بموروثه التاريخي، رغم كل التحديات والدمار الذي لحق بمؤسساته الثقافية خلال العقود الماضية.