الوضع الداكن
تاريخ - المدافع العثمانية العملاقة التي أرعبت بريطانيا وأوروبا لقرون
نشر بتاريخ 2025/07/05 6:41 مساءً
4 مشاهدة
المدافع العثمانية العملاقة

كيف صنعت المدافع العثمانية العملاقة مجدًا عسكريًا هزم بريطانيا وأسقط القسطنطينية؟

في ربيع عام 1807، شهدت مياه مضيق الدردنيل واحدة من أعجب المعارك في التاريخ العسكري. فبينما كانت بريطانيا تظن أنها ستجتاح الدولة العثمانية بأسطولها البحري الأقوى في العالم، اصطدمت بحقيقة مذهلة: المدافع العثمانية العملاقة، التي تعود إلى القرن الخامس عشر، ما تزال قادرة على بث الرعب في صفوف الجيوش الحديثة.

بداية الحكاية: تحالفات ومؤامرات

تحالفت الدولة العثمانية مع فرنسا بقيادة نابليون، وفتحت مضيق الدردنيل للسفن الفرنسية فقط، مما أثار غضب بريطانيا وروسيا. قرر البريطانيون فرض هيبتهم عبر حملة بحرية لفرض الشروط على السلطان العثماني. دخلوا المضيق متوقعين نصرًا سهلًا، خاصة أن الهجوم جاء في نهاية شهر رمضان، حيثما كانت المقاومة العثمانية في بدايتها ضعيفة.

انقلاب المعركة بقوة المدفعية

في خضم تقدم الأسطول البريطاني، واجهت السفن مدفعية عثمانية هائلة لم تكن في الحسبان. برز في الدفاع مدفع الدردنيل، وهو سلاح صنع عام 1464 في عهد السلطان محمد الفاتح، وأعاد التاريخ إلى الوراء. أصيب البريطانيون بصدمة حين انهالت عليهم قذائف ضخمة من مدافع يعود صنعها إلى عصور سابقة.

ما سر قوة المدافع العثمانية العملاقة؟

المدافع العثمانية العملاقة لم تكن مجرد أسلحة تقليدية، بل كانت ثورة تكنولوجية سبقت عصرها. صنعت من البرونز وصُممت على يد حرفيين مثل أوربان ومنير علي. وكان يتم تبريدها بزيت الزيتون بعد كل طلقة لتفادي الانفجار. رغم حجمها ووزنها الثقيل، فقد كانت قادرة على إطلاق مقذوفات ضخمة لمسافات تتجاوز 2 كم.

مدفع أوربان ومدفع الدردنيل: أسطورة النار والبرونز

حين أراد السلطان محمد الفاتح إسقاط أسوار القسطنطينية، لم يجد سلاحًا أقوى من مدفع أوربان، الذي احتاج إلى 60 ثورًا و400 رجل لنقله. تلاه بعد سنوات مدفع الدردنيل، الذي تصدى عام 1807 لأقوى بحرية في العالم، موقعًا 42 قتيلًا و235 جريحًا في صفوف البريطانيين، وأجبرهم على الانسحاب.

تأثير المدافع العثمانية على أوروبا

كان تأثير المدافع العثمانية العملاقة مذهلًا لدرجة أن رسومات ليوناردو دافنشي لاحقًا أظهرت تصميمات مشابهة لها. كما أن كثيرًا من المتاحف الأوروبية تحتفظ اليوم بنماذج منها، أبرزها مدفع الدردنيل المعروض في إنجلترا كهديّة من السلطان عبد العزيز للملكة فيكتوريا.

إرث ناري باقٍ

اليوم، لا تزال المدافع العثمانية العملاقة رمزًا لتفوق تكنولوجي مبكر في العالم الإسلامي. لم تكن فقط أدوات حصار، بل كانت أدوات سيادة، جعلت من قادة الغرب يعيدون النظر في تصوراتهم عن القوة.

الكلمات الدلالية
مقالات ذات صلة
اقرأ ايضاً
اخر الحلقات