تكنولوجيا
-
هل يتحقق حلم السيارات الطائرة في عام 2025؟
نشر بتاريخ 2025/01/13 12:54 مساءً
37 مشاهدة
تعتبر السيارات الطائرة أحد أبرز الابتكارات المستقبلية التي لطالما شغلت خيال العلماء والمبدعين على مر العصور. إذ كانت السيارات الطائرة في البداية مجرد حلم يشبع خيال الأدباء والعلماء في روايات الخيال العلمي، حيث كان يُنظر إليها باعتبارها إحدى تلك التكنولوجيا المتقدمة التي قد تقتحم حياتنا في المستقبل القريب. يمكن إرجاع ظهور فكرة السيارات الطائرة إلى عام 1890، عندما كانت تظهر في الإعلانات الورقية كأحد أبرز الابتكارات التي ستحملها الأيام القادمة.
رغم أن السيارة الطائرة كانت تبدو حينها أقرب إلى الخيال منها إلى الواقع، فقد شهدت الفكرة محاولات متعددة من قبل المهندسين والمبدعين، كان أبرزها في عام 1917 عندما حاول الطيار الأمريكي جلين كيرتس بناء أول سيارة طائرة في التاريخ، ولكن محاولته باءت بالفشل. منذ ذلك الحين، استمرت فكرة السيارات الطائرة في الأذهان، إلا أنها لم تتحقق فعليًا سوى بعد مرور عقود طويلة، حيث كانت التحديات الهندسية والفيزيائية تمثل عائقًا رئيسيًا أمام تنفيذ الفكرة على أرض الواقع.
التطورات الحديثة:
مع التقدم الكبير في تكنولوجيا السيارات والطائرات في السنوات الأخيرة، بدأت بعض الشركات الكبرى في عرض نماذج سيارات طائرة قابلة للتحليق. فقد قامت شركة “بال-ڤ” (Pal-V) في عام 2018 بالكشف عن نموذج “ليبرتي” (Liberty)، والذي حصل على ترخيص رسمي للطيران في معرض جنيف الدولي للمحركات في عام 2022. وقد قدمت الشركة عرضًا لسيارتها عبر قناتها في “يوتيوب” توضح فيه كيف تنتقل السيارة من وضع السير على الطرق إلى وضع الطيران.
لاحقًا، دخلت شركة “أليف للطيران” (Alef Aeronautics) السباق، حيث كشفت في عام 2019 عن طراز “إيه” (A)، وهو نموذج سيارة كهربائية قادرة على التحليق لمسافة تتجاوز 110 كيلومترات. ثم تتابعت الشركات الأخرى في تقديم نماذجها، مثل “أساكا إيه 5″ (Aska A5) و”كلاين فيجن آير كار” (Klein Vision AirCar)، والتي تُظهر كيف يمكن تحويل السيارة التقليدية إلى طائرة صغيرة مزودة بأجنحة.
الطموحات الصينية:
وفي الوقت الذي تعمل فيه العديد من الدول على تطوير هذا القطاع، تبرز الصين كداعم رئيسي لهذا المجال، حيث تستهدف الحكومة الصينية الوصول إلى 100 ألف سيارة طائرة في سماء البلاد بحلول عام 2030. تدعم الحكومة الصينية هذا القطاع من خلال تقديم التمويلات والإعفاءات الضريبية، بالإضافة إلى محاولتها تعديل القوانين لتناسب هذا النوع من المركبات. وتعتبر السيارات الطائرة في الصين حلاً محتملاً للتحديات الكبيرة مثل الازدحام المروري والمناطق الجبلية التي يصعب الوصول إليها بالطرق التقليدية.
العقبات التقنية والقانونية:
رغم أن بعض السيارات الطائرة أصبحت قريبة من التحليق الفعلي، إلا أن هناك العديد من التحديات التي تواجه هذا القطاع. من أبرز هذه التحديات المدى الذي يمكن للسيارات الطائرة أن تقطعه، حيث لا تتجاوز معظم النماذج الحالية 400 كيلومتر. كما أن استهلاك الطاقة في الطيران يختلف كثيرًا عن السير على الأرض، وهو ما يشكل عائقًا أمام تحقيق هذا الحلم بشكل كامل. بالإضافة إلى ذلك، فإن القوانين المتعلقة بهذه المركبات ما تزال غير واضحة في الكثير من الدول، مما يتطلب تشريعات جديدة لضبطها.
الاستخدامات المحتملة:
على الرغم من العقبات التي يواجهها قطاع السيارات الطائرة، فإن هذه المركبات تحمل العديد من الاستخدامات الواعدة. يمكن أن تساهم في تسهيل الوصول إلى الأماكن النائية والحد من التكدس المروري في المدن الكبرى. علاوة على ذلك، يمكن أن تستخدم هذه المركبات في هيئات الإنقاذ والمجالات العسكرية. أما بالنسبة للدول ذات التضاريس الجغرافية الصعبة مثل اليابان، فقد قررت الحكومة تعزيز استثماراتها في هذا القطاع بالشراكة مع شركات صينية لتطوير سيارات طائرة مخصصة للاستخدام في المناطق الجبلية.