تاريخ
-
من مكة إلى بغداد.. كيف هزّت أزمات الغذاء كبرى عواصم المسلمين؟
نشر بتاريخ 2025/05/20 10:10 مساءً
3 مشاهدة
“الحرب بالخبز”.. كيف استخدم المسلمون سلاح الغذاء في صراعاتهم السياسية والعسكرية؟
صورة من الماضي.. المجاعة كأداة قهر
في مشهد يحاكي أزماتنا المعاصرة، وصف الإمام ابن حجر العسقلاني في كتابه إنباء الغمر بأبناء العمر مشاهد مأساوية عاشتها مصر سنة 818هـ/1415م، حيث تزاحم الناس على الخبز حتى فُقِد من الأسواق، وبلغ الجهد بالناس مبلغًا عظيماً. فقد أدّى احتكار أصحاب النفوذ للقمح إلى تفاقم الأزمة، في ظل غياب حلول ناجعة، ليواجه الناس ثلاثية مريرة: الغلاء، والوباء، وجور الحكّام.
الأمن الغذائي.. عصب بقاء الدول
لطالما كان “الإطعام من جوع” تحديًا وجوديًا للدول، قديماً وحديثاً. إذ إن الفشل في توفير الغذاء قد يقود إلى اضطرابات تقوض الاستقرار وتُسقط الأنظمة. المقالة تسلط الضوء على محطات مفصلية في التاريخ الإسلامي، استخدم فيها الغذاء كسلاح للهيمنة أو المقاومة، بدءاً من حصار شِعب أبي طالب حتى الحملات الاستعمارية الحديثة.
السيرة النبوية.. الاقتصاد في قلب المعركة
وثّق السيرة النبوية أولى صور الحصار التجاري كأداة ضغط سياسي، حين فرضت قريش حصارًا اقتصاديًا خانقًا على المسلمين في شِعب أبي طالب، كما عُرف عن الصحابي ثمامة بن أثال استخدامه الحظر الغذائي كورقة ضغط على قريش بعد إسلامه، مانعًا عنهم الحنطة القادمة من اليمامة حتى أذن له النبي ﷺ.
تاريخ الدم والنار.. حين يتحكم الجوع بمسار السلطة
شهدت الخلافة الإسلامية موجات من الحروب والصراعات السياسية التي جعلت الغذاء أداة للترهيب أو التفاوض، كما فعل نجدة بن عامر الخارجي الذي قطع الميرة عن الحجاز، أو الحجاج الثقفي خلال حصاره لمكة. وأيضاً استخدم الخلفاء العباسيون قطع المؤن من الحجاز كورقة ضد ثورات العلويين.
من بغداد إلى الحرمين.. التجويع السياسي
مارست الدول المتنازعة، من العباسيين إلى الفاطميين والبويهيين، تجويع الخصوم عبر قطع الإمدادات الغذائية، كما حدث مرارًا في بغداد أثناء صراعاتها الداخلية، وفي مكة والمدينة خلال التنازع على الحرمين، مما أدى إلى أزمات غلاء حادة كانت سببًا في سقوط أنظمة وظهور أخرى.
التجارة طريق الاستقرار
رغم كثافة مشاهد المجاعة، فإن المقالة ترصد أيضًا كيف أن تأمين طرق التجارة كان مفتاحاً لإعادة الأمن الاقتصادي، كما فعل النبي ﷺ حين أرسل خالد بن الوليد لتأمين طريق دومة الجندل، أو حين تدخل أحمد بن المتوكل لتأمين الميرة لبغداد، مما خفف من شدة الحصار وأعاد التوازن للأسواق.