الوضع الداكن
تاريخ - الإمام الذي سار علمه في الآفاق.. سيرة مالك بن أنس
نشر بتاريخ 2025/05/31 10:18 مساءً
23 مشاهدة
الإمام الذي سار علمه

الإمام مالك بن أنس.. العالم الذي سار علمه في الآفاق

في المدينة المنورة، عام 93 للهجرة، وُلد أحد أعظم أئمة الإسلام: الإمام مالك بن أنس، العالم الذي سار علمه في الآفاق، واشتهر بحفظه وروايته لحديث النبي صلى الله عليه وسلم، حتى أصبح مرجعًا للعلماء والطلاب على حد سواء.

 


تابعونا على التليكرام


النشأة المبكرة لمالك بن أنس

منذ نعومة أظفاره، أبدى الإمام مالك شغفًا كبيرًا بطلب العلم، حيثما وجد العلماء جلس إليهم ونهل من علومهم. وارتبط اسمه بأعلام كبار من التابعين، منهم نافع مولى ابن عمر، والزهري، ويحيى بن سعيد الأنصاري. كان يسير بخطى ثابتة في درب التحصيل، حتى أصبح منارة يهتدي بها طلاب العلم، وسُجّل له السبق في القرون الثلاثة التي أثنى عليها النبي صلى الله عليه وسلم.

الإمام الذي سار علمه في الآفاق

بينما كان الناس يرحلون من بلد إلى بلد بحثًا عن العلم، كان الإمام مالك مقصدًا يقصده طلاب العلم من المشرق والمغرب

حتى إن بعض شيوخه عادوا ليرْووا عنه، مثل الزهري وربيعة الرأي. كما تتلمذ عليه أعلام كبار، أبرزهم الإمام الشافعي وسفيان الثوري وعبد الله بن المبارك.

ومن أقوال الإمام الشافعي فيه: “إذا جاءك الحديث عن مالك فشد به يديك”. ولم يكن هذا مدحًا عابرًا،

بل إجماع من أهل العلم، حيث وصفه يحيى بن معين بأنه من حجج الله على خلقه، واعتبره البخاري من أصح الأسانيد، بقوله: “مالك عن نافع عن ابن عمر”.

كتاب الموطأ.. جوهرة الإمام مالك

ألف الإمام مالك في فنون عديدة، لكن أبرز كتبه على الإطلاق كان الموطأ،

الذي وصفه الشافعي بأنه “أصح كتاب على وجه الأرض بعد كتاب الله”.

وقد حظي هذا الكتاب باهتمام واسع ليس فقط في مجال الفقه والحديث، بل حتى في الدراسات الأدبية،

حيث أشار الدكتور إبراهيم الخولي إلى قيمته الأدبية، لما فيه من نصوص حوارية وخطب ومواقف تُجسد الطابع العربي الأصيل.

وصاياه ونظرته للعلم

عرف الإمام مالك بحكمته البالغة، ومن أقواله الخالدة: “جنة العالِم: لا أدري”، ليؤكد أن التواضع في طلب العلم جزء من الفهم الحقيقي له.

كما حذر من أخذ العلم عن أربعة: السفيه، وصاحب الهوى، والكذاب، والشيخ العابد الذي لا يعي ما يقول، موجهًا الأمة إلى تحري من يؤخذ عنه العلم.

الرحيل.. ونهاية الرحلة

في عام 179 للهجرة، رحل الإمام مالك عن الدنيا، بعد أن ترك إرثًا علميًا لا يزال ينهل منه حتى يومنا هذا.

دفن في البقيع، إلى جوار إبراهيم ابن النبي صلى الله عليه وسلم، وترك للأمة كتاب الموطأ، ومدرسة فقهية كاملة، وأسلوبًا في العلم يشهد له بالتفرّد.

الكلمات الدلالية
مقالات ذات صلة
اقرأ ايضاً
اخر الحلقات