اقتصاد
-
أسعار الأضاحي في العالم العربي 2025: هل أصبح العيد عبئًا؟
نشر بتاريخ 2025/06/01 10:40 مساءً
23 مشاهدة
عيد الأضحى 2025.. أسعار الأضاحي ترهق الجيوب وتعيد رسم ملامح العيد
مع اقتراب عيد الأضحى المبارك، تتجه أنظار المسلمين في الوطن العربي إلى أسواق المواشي، حيث الأمل في إحياء الشعيرة الدينية وسط ارتفاع متصاعد في أسعار الأضاحي. وبينما كانت هذه المناسبة تُبشر بفرحة اجتماعية وروحانية، باتت اليوم عبئًا ماديًا يثقل كاهل العديد من الأسر. في هذا التقرير نرصد أسعار الأضاحي في العالم العربي لعام 2025، والتحديات التي تواجه المواطنين.
في الأردن، لم تسلم أسعار الأضاحي من موجة الغلاء، حيث بلغ متوسط سعر الخروف 250 دينارًا (352 دولارًا). بينما بلغ سعر الخروف البلدي 280 دينارًا، اقترب الروماني المستورد من هذا السعر بـ220 دينارًا، مما أثار استغراب المستهلكين. خالد العقرباوي، موظف في أحد البنوك، وصف الأضحية هذا العام بأنها “عبء إضافي”، خصوصًا مع تزامن العيد مع الأقساط المدرسية.
من ناحية أخرى، أوضح تاجر الماشية عايد المشاقبة أن السبب في ارتفاع أسعار الأضاحي يعود لتراجع الإنتاج وتكاليف الشحن، فضلًا عن التغيرات المناخية. أما رئيس جمعية مربي المواشي، زعل الكواليت، فطمأن المواطنين بوفرة المعروض، مؤكدًا أن السوق المحلي يحتوي على نحو مليون رأس.
أسعار الأضاحي في العراق شهدت ارتفاعًا ملموسًا، إذ تراوح سعر الخروف بين 400 و600 ألف دينار (303–450 دولارًا). وأوضح المختص تحسين الموسوي أن الجفاف، وانتشار الأمراض، وقلة اللقاحات ساهمت في هذا الارتفاع. ومع زيادة الأسعار، بدأت ظاهرة “الاشتراك في الأضحية” تنتشر لتخفيف العبء عن المواطنين، كما أشار جاسم محمد.
فلسطين.. حرب ومعاناة وأضحية صعبة المنال
في الضفة الغربية، وصل متوسط سعر الأضحية إلى 850 دولارًا، بزيادة 25% عن العام الماضي. يقول العامل فؤادي علي: “بعد فقدان عملي، لم نذق طعم اللحم منذ شهور”، في دلالة مؤلمة على الأزمة الاقتصادية. أما تاجر الماشية إسحاق العواودة، فأكد انخفاض المبيعات بنسبة 70% مقارنة بالأعوام السابقة.
مصر.. استقرار بعد العاصفة
شهدت أسعار الأضاحي في مصر استقرارًا هذا العام، إذ بلغ متوسط سعر الخروف 15 ألف جنيه (302 دولارًا). ويعود ذلك لانخفاض أسعار الأعلاف وتراجع الدولار. المواطن أحمد الشناوي لخص المشهد بقوله: “نشتري أوزانًا أقل.. لكن المعنى يبقى”.
دول الخليج.. تفاوت رغم الدعم
في قطر، حافظت الأضاحي على أسعارها عند حدود 1300 ريال (356 دولارًا)، بفضل الرقابة والدعم. وفي السعودية، حيث أكبر أسواق الأضاحي عربيًا، تراوحت الأسعار بين 1000 و2500 ريال (266–666 دولارًا). أما في الإمارات، فبلغ متوسط سعر الخروف 1700 درهم (462 دولارًا).
الجزائر.. استيراد مليون رأس لكبح الأسعار
استبقت الجزائر موجة الغلاء باستيراد مليون رأس، وحددت سعر المستورد بـ40 ألف دينار (302 دولارًا). لكن السوق المحلي لا يزال يشهد تفاوتًا، حيث تبدأ الأسعار من 70 ألف دينار وتصل إلى 160 ألف دينار. المواطنون مترددون بين المحلي والمستورد وسط مخاوف من ارتفاع إضافي.
تونس.. الغلاء يحول العيد إلى “عبء نفسي”
ارتفع متوسط سعر الخروف في تونس إلى 1050 دينارًا (351 دولارًا). وعبّر المواطن عبد الحميد بن رمضان عن استيائه قائلاً: “العيد لم يعد مناسبة فرح.. بل صار معاناة”. بينما حذّرت منظمة حماية المستهلك من المضاربة والفوضى في السوق.
لبنان.. بصيص أمل رغم الأزمة
رغم الأزمة الاقتصادية، شهد الإقبال على الأضاحي في لبنان ارتفاعًا طفيفًا هذا العام، وتراوح سعر الخروف بين 300 و500 دولار. المواطن أحمد الحاج قال: “نصر على إحياء هذه السنة رغم التحديات”.
موريتانيا.. تصدير يرفع الأسعار محليًا
وصل متوسط سعر الأضحية في موريتانيا إلى 92 ألف أوقية (278 دولارًا)، وسط موجة غلاء سببها الجفاف وغياب الرقابة. بعض التجار باعوا مواشيهم إلى السنغال خوفًا من ارتفاع الأعلاف، مما أدى إلى نقص المعروض وارتفاع الأسعار في السوق المحلي.
سوريا والسودان.. الأزمات مستمرة
في سوريا، تراجع سعر الخروف إلى 235 دولارًا بسبب الانهيار الاقتصادي، بينما بلغ في السودان 220 دولارًا، مع تباين بين الولايات. أما في ليبيا، فالسوق يعيش على وقع الاضطرابات الأمنية، وبلغ متوسط سعر الخروف بين 2300 و4500 دينار (529–638 دولارًا).