الوضع الداكن
ثقافة - ما الذي يدفع المؤلفون إلى النشر خارج بلدانهم؟
نشر بتاريخ 2024/08/07 9:24 صباحًا
204 مشاهدة

 نشر الكاتب العراقي خزعل الماجدي إلى اليوم 114 كتابا، 4 منها فقط نشرت ببلده في ثمانينيات القرن الماضي، وهو ما حقق لكتبه الإبداعية والفكرية في الأديان والأساطير انتشارا واسعا في الوطن العربي، والقليل منها هو الذي نشر في العراق، لأنه يؤمن منذ البداية بأنه لا بد لكل كاتب في العالم العربي أن ينشر مؤلفاته خارج بلاده، ما دام أفق العالم العربي أوسع من أي بلد محلي، وسيكون مقروءا في كل هذا الأفق، خصوصا بعد ظهور الإنترنت ووسائل التواصل الرقمية.

الماجدي من ضمن العديد من الكتاب العرب الذين لوحظ إقبالهم على النشر خارج بلدانهم، الأمر الذي عرف تزايدا كبيرا في السنوات الأخيرة، حيث يمكن اعتباره “هجرة جماعية”، خصوصا بعد ظهور دور نشر مستقلة داخل وخارج العالم العربي، دور محترفة تحسن طباعة الكتاب العربي وتوزيعه وتسويقه، وتستثمر كل الوسائل التكنولوجية المتطورة، والوسائط الرقمية من أجل الترويج للكتاب وعقد الاتصال مع مختلف الكتاب في الوطن العربي.

فما الذي يدفع الكاتب العربي إلى النشر خارج بلده؟

يقول الماجدي إن الدافع الأساسي لهذا التوجه هو أن “أهل البلاد يزهدون بكتابهم ولا يهتمون بهم، لكنه حين يأتي لهم مشهور في العالم العربي، يستقبلون شهرته بالترحاب والاهتمام. وهو الشيء الذي حصل مع الشاعر العراقي بدر شاكر السياب في منتصف الخمسينيات حين سافر إلى بيروت وقام أدونيس باختيار مجموعة مهمة من قصائده الجديدة غير المنشورة في كتاب، وجمعها في كتاب واحد هو “أنشودة المطر”، التي اشتهرت في العالم العربي وصار السياب معروفا في كل مكان، حتى في بلده العراق”.

ويضيف أن هذا الأمر حدث أيضا مع الرواد الأربعة للشعر الحديث وكلهم عراقيون: بدر شاكر السياب ونازك الملائكة وعبد الوهاب البياتي وبلند الحيدري، وأعطى إشارة قوية للعديد من الكتاب في العالم العربي، على أن هذا “قانون صحيح وقوي”، ما زال ساريا إلى اليوم، بل إنه يعتبر “عدم النشر خارج البلاد أمرا معيقا لانتشار أعمال الكاتب والمبدع”.

الكلمات الدلالية
مقالات ذات صلة

لا توجد مقالات ذات صلة

اقرأ ايضاً
اخر الحلقات