الوضع الداكن
تكنولوجيا - طريقة كسب رئيس مايكروسوفت الرهان على مصلحة الذكاء الاصطناعي؟
نشر بتاريخ 2024/07/24 7:48 مساءً
243 مشاهدة

يقارن الكثير من خبراء الاقتصاد والتكنولوجيا بين لحظة الإعلان عن هواتف “آيفون” الأولى في عام 2007، وبين إطلاق نماذج الذكاء الاصطناعي التوليدي في 2022، وذلك لأن كلتا اللحظتين غيرتا مجرى التاريخ وأسهمتا في صنع عالم تكنولوجيا جديد مليء بتقنيات غير معروفة بعد، فضلا عن تحقيق نجاح مادي كبير للشركات المطورة.

ورغم أن لحظة الذكاء الاصطناعي أسهمت في صنع اسم “أوبن إيه آي” (OpenAI) كإحدى شركات القطاع التكنولوجي الرائدة، فإن هناك مجموعة أخرى من الشركات تسلقت على أكتافها وصعدت إلى مستويات غير مسبوقة رغم كونها شركات رائدة منذ البداية، وفي طليعة هذه الشركات تأتي “إنفيديا” و”مايكروسوفت”.

وبينما استفادت “إنفيديا” من حاجة الشركات لشرائح الذكاء الاصطناعي لبناء النماذج، فإن “مايكروسوفت” اتخذت نهجا آخر بفضل النظرة الثاقبة لمديرها التنفيذي ساتيا ناديلا الذي آمن بالذكاء الاصطناعي قبل رواجه، وبفضل هذا الإيمان، قفزت أرباح “مايكروسوفت” أكثر من 70% لتتجاوز 3.3 تريليونات دولار، ولكن كيف تمكن ناديلا من تحقيق هذا النجاح؟ وهل تستمر علاقة “مايكروسوفت” و”أوبن إيه آي” المثالية؟

لم تغب “مايكروسوفت” عن ساحة التكنولوجيا والحواسيب منذ ظهور الحواسيب في عام 1973 وحتى قبل تأسيس الشركة بفضل وجود بيل غيتس ضمن المجموعة التي عملت على أول نموذج حاسوب شخصي.

لذا انصهر إرث “مايكروسوفت” مع تاريخ الحواسيب والتقنية بشكل عام، وأصبحت ركنا أساسيا له، ورغم هذا، عانت الشركة من فترة كانت في ذيل قائمة الشركات التقنية من ناحية الابتكار على الأقل بفضل إطلاق عدد من المنتجات غير الموفقة التي لم تحظ بالنجاح المنتظر منها، مثل مشغل الموسيقى “زون” (Zune) والمراهنة على منتجات “نوكيا” في عصر الهواتف الذكية فضلا عن إطلاق محرك البحث “بينغ”.

ستيف بالمر كان المدير التنفيذي للشركة في ذلك الوقت، وكان يقف وراء كل هذه القرارات المتخبطة والمحاولات البائسة للحاق بصيحات التكنولوجيا بعد إطلاقها للعامة، ويمكن القول إن “مايكروسوفت” في تلك الفترة اتخذت موقف رد الفعل على الابتكارات التقنية المختلفة سواء كانت أجهزة “آيفون” أو “آيبود” أو حتى محركات البحث.

انتهى عهد بالمر في 2014 ليخلفه ابن الـ56 ساتيا ناديلا الذي تعود أصوله إلى أسرة هندية ويملك شغفا حقيقيا بالتكنولوجيا والمنتجات التقنية الخاصة بها، ناديلا لم يتسلق فجأة إلى قمة “مايكروسوفت”، بل كان جزءا من عدة فرق عملت في الشركة على مدار 12 عاما قبل تحوله إلى رئيسها التنفيذي حيث انضم إليها في عام 1992 مهندسا برمجيا.

جاء ناديلا بفلسفة أبعد ما تكون عن فلسفة بالمر حتى وصفها البعض بأنها تسعى لإزالة أثر بالمر من مايكروسوفت، إذ تخلص في البداية من صفقة “نوكيا” التي كانت فاشلة في وقتها، ثم اعتنق سياسة المصادر المفتوحة قبل تعميمها على كافة منتجات الشركة، وهي السياسة التي وصفها بالمر بكونها “سرطانا” في عالم البرمجيات .

أسفرت هذه السياسة الجديدة عن عدة تغييرات في سياسة الشركة، ربما كان أبرزها إتاحة تطبيقاتها وخدماتها سحابيا عبر جميع الأجهزة الذكية حتى لو كانت من “آبل” عدو “مايكروسوفت” اللدود، وبفضل هذه التغييرات عززت “مايكروسوفت” من موقعها كثاني أقوى شركة في الخدمات السحابية بعد “أمازون”.

الكلمات الدلالية
مقالات ذات صلة
اقرأ ايضاً
اخر الحلقات