أحيَا آلافُ العراقيين اليومَ الثلاثاء في الساحاتِ والميادينِ الذكرى الخامسةَ لانتفاضة تشرين التي اندلَعت عامَ ألفينِ وتسعةَ عشر، تلك الانتفاضةُ التي خرجت من رحمِ المعاناة والفقرِ والفساد، وحملَت معها أحلامَ جيلٍ كامل من الشبابِ الذين كانوا يحلمُونَ بوطنٍ يُعيدُ لهم كرامتَهم وحقوقَهم المسلوبة.
وبينَ الأعلامِ المرفرفة والأصواتِ التي تُردِّدُ شِعاراتِ تشرين، لم يكنِ المشهدُ مجردَ تذكار، بل هو تجديدٌ لعهدٍ قطَعَه الشعبُ مع نفسه، وهو الاستمرارُ في المطالبة بحياةٍ أفضلَ ووطنٍ يحتضنُ الجميعَ بعيدا عن الطائفية والمصالِحِ السياسيةِ الضيقة، وفي كلِّ زاويةٍ من الساحة، تعلُو وجوهَ الناسِ علاماتُ الحزن على من سقطُوا شهداءَ في تلك الانتفاضة، ومع ذلك، تلمَعُ في أعينِهم بارقةُ أملٍ، بأنّ التغييرَ قادِمٌ مَهما طَالَ الزمن.