تكنولوجيا
-
تحليل نفسي بالذكاء الاصطناعي يغيّر قواعد اللعبة في كرة القدم
نشر بتاريخ 2025/04/23 2:38 مساءً
63 مشاهدة
في تحول نوعي بعالم كرة القدم، لجأ ياو أمانكواه، المدافع السابق في الدوريين النرويجي والدانماركي والمحلل الرياضي، إلى الذكاء الاصطناعي لتطوير طريقة تحليل نفسي للاعبين داخل المستطيل الأخضر. وأكد أمانكواه أن ما يحدث خارج إطار الكرة قد يكون أكثر أهمية مما نراه في لحظات التمرير والتسديد، قائلاً: “عندما تُبعد نظرك عن الكرة، ستجد كنزاً من المعلومات عن اللاعبين، من ثقتهم بأنفسهم إلى سلوكهم العدواني أو انعزالهم.”
وبالتعاون مع أستاذ علم النفس جير جورديت، أنشأ أمانكواه مشروعاً يستخدم تقنيات الذكاء الاصطناعي في رسم صورة نفسية دقيقة للاعبين، بعيداً عن الأنظمة التقليدية التي تتطلب وقتاً وجهداً كبيرين. وأوضح جورديت أن التقنية الجديدة ستتيح مستقبلاً تحليل عدد غير محدود من الفرق في آن واحد، مما يساعد الأندية في اتخاذ قرارات دقيقة بشأن التعاقدات أو تقييم اللاعبين.
في زمن تهيمن فيه البيانات البدنية على قرارات التوظيف الرياضي، بات من الصعب جمع مؤشرات نفسية دقيقة مثل التحكم العاطفي والقيادة. وهنا يأتي دور المنصة الجديدة، التي اعتمدتها أندية كبرى، منها برايتون في الدوري الإنجليزي الممتاز، لتوفير هذه المؤشرات الحيوية خلال عملية الانتقاء.
أمانكواه أشار إلى موقف بسيط لكنه دال: لاعب يسدد كرة خارج المرمى، وبعد 45 ثانية يتلقى تربيتة على الكتف من زميله. “هذه اللحظة العابرة قد تكون غير مرئية للجمهور أو حتى الطاقم التدريبي، لكنها تعني الكثير في عالم القيادة داخل الملعب.”
على مدار ست سنوات، جمع الثنائي أمانكواه وجورديت بيانات مستمدة من آلاف الساعات من مباريات حول العالم، بما في ذلك الدوري الإنجليزي ودوري السوبر للسيدات، وتمخضت عن قاعدة بيانات ضخمة تحتوي على أكثر من 100 ألف ملاحظة فريدة.
المنصة، التي تحمل اسم “Inside Out Analytics”، تتيح للأندية مقارنة لاعبيها بلاعبي الخصم من حيث السمات النفسية، مثل السيطرة العاطفية، ما يمنح الجهاز الفني بعداً أعمق في فهم أداء اللاعبين، يتجاوز الإحصائيات السطحية.
فريق بايرن ميونخ كان من أوائل الأندية التي استخدمت هذه التقنية خلال فترة تدريب جوليان ناغلسمان، حيث تم تحليل 25 مباراة للفريق، بمتابعة دقيقة لحركات اللاعبين وتعابيرهم. ماكس بيلكا، عالم النفس الرياضي السابق في بايرن، والذي يعمل حالياً مع برايتون، علّق قائلاً: “الكل يقدّم بياناته، إلا علم النفس. هذا المشروع غيّر المعادلة.”