الوضع الداكن
تاريخ - تاريخ علم الفلك.. أقدم علوم البشرية
نشر بتاريخ 2023/09/15 10:01 صباحًا
1324 مشاهدة

من بداية ظهور الانسان على وجه الارض كان يتعلم كل يوم شيء جديد وعلى مر العصور أصبح العلم جزء منه فهناك الكثير من العلوم التي وضعها مثل الرياضيات والفيزياء والكيمياء والأحياء وغيرها وكلما تطور زاد علمه وفتح ابواب جديدة للعلم فمثلاً في عصرنا ظهر علم البرمجة والتسويق وغيرها وكل واحد منها لها فروع لا تعد ولا تحصى.

ومن هذه العلوم التي لا نجد لها اي اهتمام في عالمنا العربي هو علم الفلك والفضاء الذي يُدفع له المليارات في بلاد الغرب بينما في بلادنا تكون الميزانية إن وجدت طبعاً قليلة لا تكفي لشراء تيليسكوب متطور وتعريف الفلك هو دراسة الشمس والقمر والنجوم والكواكب والمذنبات والمجرات والغازات والغبار وغيرها من الأجسام والظواهر غير الأرضية.

ويعد علم الفلك من أقدم علوم الطبيعة حيث يعود تاريخه إلى العصور القديمة وتم تجميع نقاط الرصد الفلكية في كل من العراق القديمة، واليونان، ومصر القديمة، وبلاد فارس، ووحضارة المايا في أمريكا الجنوبية، والهند، والصين، والنوبة وحيث قام الفلكيون الأوائل برصد حركات النجوم والشمس والقمر والكواكب واستخدامها كأساس للساعات والتقاويم، وقد طور اليونانيون نماذج لتفسير هذه الحركات السماوية، وساهم نيوتن في تطوير علم الفلك من خلال قانون الجاذبية وحركة المذنبات وشكل الأرض والمد والجزر والاعتدالات والاضطرابات في حركة الكواكب التي أدت إلى اكتشاف كوكب نبتون، بالإضافة إلى اختراعه علم التفاضل والتكامل للقيام بهذه التفسيرات.

وأيضاً في بدايات ظهور هذا العلم كان الإنسان يعد القمر أو الشمس أو الإجرام السماوية بمثابة الإلهة حيث أنه يقوم بعبادتها ومن أهم الحضارات التي كانت مُتأثرة بهذا العلم هم الفراعنة فقاموا بصناعة الساعة الشمسية وبنوا الأهرامات بناء على مواضع فلكية خاصة بهم لا يوجد لبعضها تفسير ليومنا هذا وكان مسمى علم الفلك قديماً ما يعرف بعلم التنجيم لكن سرعان ما غير الإنسان بعض الأفكار فأصبح يعتمد على التوقعات أكثر من الأمور العلمية.

وكان للعرب المسلمون فضل كبير في هذا العلم العريق فقد تفوقوا تفوقا باهرا ووضعوا خرائط للأجرام السماوية، وقاس العالم الفلكي أبو الريحان البيروني محيط الكرة الأرضية ويعتبر أول من قال بكروية الأرض ودورانها حول الشمس، كما حدد علماء الفلك العرب أوقات الخسوف والكسوف، ومنازل القمر وبينوا وضع الكواكب حول الشمس وطبيعة النجوم واختلافها عن الكواكب في مخطوطات عدة، كما طور البيروني معادلة رياضية لاستخراج محيط الأرض بطريقة علمية بسيطة، وهذه المعادلة لحساب محيط الأرض لا تزال مستعملة حتى الآن وعرفت عند علماء الفلك بقاعدة البيروني لحساب نصف قطر الأرض.

وهناك إحدى التجارب التي خضتها حيث ذهبنا إلى مخيم في عمق الصحراء الأردنية وجلسنا ننظر إلى غروب الشمس ليس له مثيل وكنا مستيقظين طوال الليل بعيداً عن العالم والتكنولوجيا ورصدنا القمر وكان من أجمل المناظر التي رايتها في حياتي وكانت عيني لا تصدق ما ترى فتضاريسه مبهرة ورائعة وتعلمنا أيضاً أن الكواكب تشرق وتغرب وجلسنا نتحدث عن النجم القطبي وأشكال النجوم فالتلوث الضوئي سلب منا الكثير من جمال السماء ليلاً ودائماً أقول يجب أن نفكر ونعرف ما هو خارج كوكبنا لنعرف عنا أكثر.

ويوجد الكثير من المواضيع الفلكية المبهرة حقاً والتي تجلب الاندهاش فمثلا هناك السدم السماوية والثقوب السوداء ومواقع النجوم والسنة الضوئية وكل شيء يوجد خارج الكرة الأرضية له اهتمامه وخصائصه التي بالكاد نعلم عنها شيء ولنضيف إلى معلوماتنا نقطتان مهمتان يجهلها أغلب الناس أن كل شيء في الفضاء هو ملك لكل العالم مثل البحار وأيضاً أن حركة الكواكب ليست كما يعلموننا إياها في المدارس بأن الشمس ثابتة والكَاكب تدور حولها بل الشمس تجري في مدار معين والكواكب يسيرون معها ويدورون حولها بشكل حلزوني وأننا نسافر في هذا الكون الفسيح كل لحظة وأتمنى أن يكون لهذا المجال الاهتمام الأكبر في بلداننا العربية عما قريب.

الكلمات الدلالية
مقالات ذات صلة
اقرأ ايضاً
اخر الحلقات