وُلد طه حسين في عائلة متواضعة، وكان ترتيبه السابع بين 13 طفلًا. فقد عينه وهو في الثالثة من عمره بسبب مرض لم يُعالج بشكل مناسب. ورغم ذلك، أظهر عزيمة قوية وبدأ حفظ القرآن الكريم في سن مبكرة، حيث أنهى حفظه في التاسعة من عمره، ليبدأ بعدها رحلة التعليم في الكُتَّاب، وهي نقطة انطلاقه نحو العلم والتعلم.
الدراسة والتطور الفكري
أثناء دراسته في القاهرة، التحق طه حسين بجامعة الأزهر ثم بجامعة السوربون في فرنسا. حصل على أول درجة دكتوراه من جامعة القاهرة عن بحثه في الشاعر والفيلسوف أبي العلاء المعري. وفيما بعد، حصل على درجة دكتوراه ثانية من جامعة السوربون عن دراسة للمؤرخ التونسي ابن خلدون. هذا الإنجاز جعل طه حسين رائدًا في مجاله وأدى إلى تسليط الضوء على أعماله التي تعد من أكثر الأعمال تطورًا في الأدب العربي.
التوجه الفكري والتحولات
تأثر طه حسين بالحضارة الغربية في بداياته الفكرية، وخصوصًا الفكر اليوناني والفلسفي، حيث كتب العديد من الأعمال التي تبرز تأثره. لكن، مع مرور الوقت، وتحديدًا في الثلاثينات، بدأ يطور نهجًا أكثر اعتدالًا وبدأ يدافع عن الإسلام بقوة. فكتب عن الإسلاميات وتابع بشكل دقيق انتقاد السياسات الاستعمارية الغربية.
وظائفه وأثره في التعليم
بعد عودته إلى مصر، شغل طه حسين عدة مناصب أكاديمية بارزة، حيث أصبح أستاذًا للأدب العربي واللغات السامية في جامعة القاهرة. وفي عام 1950، تولى منصب وزير التربية والتعليم، حيث قاد العديد من الإصلاحات في التعليم، مثل دعمه للتعليم المجاني، وتعزيز وصول الجميع إلى التعليم.
الكتابات والأزمات
أهم أعمال طه حسين الأدبية تتضمن كتاب “في الشعر الجاهلي”، الذي أثار جدلًا واسعًا بسبب تشكيكه في أصالة الشعر الجاهلي. كان هذا الكتاب نقطة تحول في مسيرته الفكرية، حيث تعرض لانتقادات شديدة من العلماء، مما أدى إلى فصله من جامعة القاهرة وفرض حظر على الكتاب، لكن تم استعادة الكتاب فيما بعد.
إنجازاته وتكريمه
طه حسين ألّف العديد من الكتب البارزة مثل “الأيام” و”دعاء الكروان”، وترجم أكثر من 12 عملاً إلى عدة لغات. ورشّح لجائزة نوبل للأدب 14 مرة، ورغم أنه لم يفز بالجائزة، إلا أنه حصل على العديد من الجوائز الأخرى، من بينها جائزة الدولة العليا.
الجدل حول مقبرته
في عام 2022، أثار موضوع إزالة مقبرة طه حسين ضجة في وسائل الإعلام بعد تداول أخبار تفيد بأن الحكومة المصرية تخطط لإزالة مقبرته ضمن مشروع لإعادة تطوير منطقة القاهرة. لكن لاحقًا أكدت السلطات أن هذه الأخبار غير صحيحة، وأن مقبرة حسين ستظل في مكانها.
وفاته
توفي حسين في 28 أكتوبر 1973 عن عمر ناهز 84 عامًا، تاركًا خلفه إرثًا فكريًا عميقًا في الأدب العربي. من خلال حياته وأعماله، غير حسين مسار الأدب والتعليم في العالم العربي، وأصبح واحدًا من أعظم المفكرين في تاريخ العرب.