Site icon قناة الفلوجة | Alfallujah Tv

نيكار محمد مارف.. نصف قرن من معاناة الحروق وعلاج الانتحار

نيكار محمد مارف: نصف قرن من معاناة الحروق وعلاج الانتحار

 

الرحلة الإنسانية لنكار محمد مارف بدأت منذ أكثر من 25 عامًا، في ظل ظروف قاسية مليئة بالآلام، حيث قدمت خدماتها في علاج الحروق والنساء اللواتي حاولن الانتحار عبر إضرام النار في أجسادهن. الكثير من هذه الحالات كانت نتيجة ظروف اجتماعية قاسية، ضغوط نفسية، أو حتى تعرضهن لاعتداءات جسدية.

في عام 2022، اختارت هيئة الإذاعة البريطانية “بي بي سي” نيكار محمد مارف ضمن قائمة “أكثر 100 امرأة ملهمة ومؤثرة حول العالم”، تكريمًا لعطائها وإنسانيتها في معالجة النساء اللاتي يعانين من التشوهات الجسدية والنفسية جراء الحروق.

 

من السليمانية إلى العالم

نيكار، المتخرجة من المعهد الفني الطبي في السليمانية عام 1992، تشغل حاليًا منصب رئيسة قسم الممرضات في مستشفى الحروق والجراحة التجميلية. تدير فريقًا مكونًا من 156 موظفًا ضمن طاقم المستشفى الذي يقدم خدماته لحوالي 17 ألف مريض سنويًا. معظم هؤلاء المرضى تتراوح أعمارهم بين 16 و49 عامًا.


 تابعونا على التليكرام


التحديات والصراعات

تحدثت نيكار عن التحديات النفسية التي واجهتها في مسيرتها، وكيف أنها تمسكت برسالتها الإنسانية رغم الصعوبات. أكدت على أن العمل مع النساء اللواتي حاولن الانتحار لم يكن مجرد علاج جسدي، بل كان يتطلب أيضًا علاجًا نفسيًا معقدًا لمساعدتهن على تجاوز الآلام العميقة التي حملنها طوال حياتهن.

 

حالات مأساوية وإنقاذ الحياة

تروي نيكار إحدى الحالات المؤلمة التي عايشتها في نهاية التسعينيات، حيث حاولت شابة في الثامنة عشر من عمرها الانتحار بسبب ضغوط اجتماعية لرفض الزواج. وبعد أن تلقت العلاج في المستشفى، حاولت الانتحار مجددًا داخل المستشفى، لكن نيكار تمكنت من إنقاذها في اللحظات الأخيرة.

أما الحالة الأكثر مأساوية التي تعاملت معها كانت لامرأة تعرضت لتشوهات جسدية كبيرة بعد أن أضرم زوجها النار في جسدها. ورغم أن المرأة وصلت إلى المستشفى في حالة خطيرة جداً، إلا أنها فارقت الحياة بعد ساعات من وصولها، تاركة خلفها قصة مأساوية عن قسوة الوضع الاجتماعي.

 

أهمية العلاج النفسي

تشير نيكار إلى أن أكبر تحدٍ يواجه النساء اللواتي تعرضن للحروق هو التعامل مع التشوهات الجسدية والنفسية التي تترك آثارًا طويلة الأمد. وتؤكد أنه “عذاب الروح أقسى من عذاب الجسد”، مشيرة إلى أن العلاج النفسي يعتبر خطوة أساسية بعد الشفاء الجسدي، حيث يساعد المرضى على تخطي الاضطرابات النفسية.

 

الوعي المجتمعي والتعليم

ترى نيكار أن الوعي الاجتماعي والتعليم لهما دور كبير في تقليل حالات الانتحار بين النساء. فكلما كانت المرأة أكثر تعليمًا، كلما كان لديها القدرة على مواجهة الصعوبات والضغوطات النفسية بشكل أفضل. كما أكدت على أهمية وسائل الإعلام في نشر الوعي حول هذه القضية، من خلال تسليط الضوء على تجارب الناجيات وإشراكهن في برامج توعوية تساعد الأجيال القادمة على فهم التحديات التي تواجهها النساء في المجتمع.

ختامًا، نيكار محمد مارف ليست مجرد ممرضة عالجت الحروق، بل هي امرأة تحمل بين يديها أملًا جديدًا لمئات النساء اللواتي وجدن في عيونها فرصة للعيش مرة أخرى.

Exit mobile version