شهدت السنوات الأخيرة قفزات هائلة في مجال التكنولوجيا المساعدة، إذ أصبحت الأدوات الذكية تسهم بشكل متزايد في تمكين الأفراد ذوي الاحتياجات الخاصة وتعزيز استقلاليتهم.

ومن أبرز هذه الابتكارات، تبرز نظارة “راي بان” (Ray Ban) الذكية التي طورتها شركة “ميتا” (Meta) بالتعاون مع “إيسيلور لوكسوتيكا” (EssilorLuxottica)، حيث دمجت تقنيات الذكاء الاصطناعي والواقع المعزز في تصميم أنيق وعصري.

تتميز نظارة “راي بان” الذكية بكونها مزودة بكاميرات وميكروفونات ومساعد ذكاء اصطناعي قادر على التعرف على الأشياء والأشخاص، وتقديم أوصاف صوتية دقيقة لما يحيط بالمستخدم.

---

                                           تابعونا على التليكرام

---

وتمكّن هذه الخصائص الأفراد من التنقل بسهولة، وقراءة النصوص، والتفاعل مع المجتمع، ما يعزز من استقلاليتهم وقدرتهم على ممارسة حياتهم اليومية دون اعتماد دائم على الآخرين.

رغم أن “ميتا” لم تصمم النظارة خصيصًا لذوي الاحتياجات الخاصة، إلا أن هذه الفئة وجدت فيها وسيلة فعالة لتجاوز العديد من العقبات اليومية. إذ يستخدمها كثيرون اليوم بوصفها أداة تكنولوجية تعزز تجربتهم الحياتية.

تعتمد النظارة على مزيج من الرؤية الحاسوبية والتعرف الصوتي، وتتيح للمستخدم:

• وصف المشاهد المحيطة صوتيًا

• التعرف على الوجوه المتكررة والتفاعل الاجتماعي

• قراءة اللافتات والمستندات بصوت مسموع

• تحديد الاتجاهات والعوائق من خلال التوجيه الصوتي

• قراءة القوائم والأسعار في المتاجر

• استخدام تطبيقات مساعدة مثل “Be My Eyes”

تمكين حقيقي في الحياة اليومية

تساعد النظارة المستخدم في مهام يومية مثل إعداد الطعام، اختيار الملابس، أو إيجاد أشياء مفقودة، حيث تمنح توجيهات صوتية دقيقة اعتمادًا على البيئة المحيطة.

كما تدعم الترجمة الفورية للنصوص، والتعرف على إشارات المرور، وإعطاء توجيهات ملاحية دقيقة أثناء التنقل.

تحديات تقنية واجتماعية

رغم المزايا الكبيرة، تواجه النظارة بعض التحديات، أبرزها:

• ضعف الأداء في الإضاءة المنخفضة

• استهلاك البطارية المرتفع

• مخاوف الخصوصية نتيجة الاستخدام المستمر للكاميرا والميكروفون

آفاق مستقبلية واعدة

مع استمرار تطور الذكاء الاصطناعي، يُتوقع أن تشمل التحسينات المستقبلية:

• دقة أكبر في التعرف على النصوص والأشياء

• تفاعل عبر الإشارات العصبية أو الدماغية

• تصميم أكثر راحة

• إحساس بالمسافة من خلال الاهتزازات

خطوة نحو مستقبل أكثر شمولًا

تمثل نظارة “راي بان” الذكية نقطة تحول في استخدام التكنولوجيا لخدمة الفئات المهمشة، إذ تُمكن ذوي الاحتياجات الخاصة من التفاعل مع العالم بشكل أكثر استقلالية وأمانًا.

ومع استمرار الابتكارات في هذا المجال، يبدو المستقبل واعدًا بأجهزة ذكية قادرة على إحداث تأثير جوهري في حياة الملايين حول العالم.