دراسة تكشف عن مخاطر “اقتصاد النوايا” باستخدام الذكاء الاصطناعي للتلاعب بالجماهير
Alfallujah
دراسة تكشف عن مخاطر “اقتصاد النوايا” باستخدام الذكاء الاصطناعي للتلاعب بالجماهير
نشرت صحيفة “الغارديان” تقريرًا للكاتب “دان ميلمو”، استعرض فيه دراسة جديدة من جامعة كامبريدج، تناولت استخدام الذكاء الاصطناعي للتلاعب بالجماهير عبر الإنترنت ودفعهم إلى اتخاذ قرارات محددة، مثل ما يجب شراؤه أو من يجب التصويت له.
الذكاء الاصطناعي والتلاعب بالنوايا
أفادت الدراسة بأن أدوات الذكاء الاصطناعي قد تُستخدم لفهم نوايا البشر والتنبؤ بها والتلاعب بها، وهو ما يُعرف بـ”اقتصاد النوايا”. وفي هذا السياق، يتنبأ الذكاء الاصطناعي بما سيقوم به الأفراد ويبيع تلك المعلومات لشركات تستطيع الاستفادة منها، سواء في التسويق أو التأثير على اختياراتهم السياسية.
وأوضح الباحثون في مركز ليفرهولم لمستقبل الذكاء الاصطناعي في جامعة كامبريدج أن “اقتصاد النوايا” يعد خليفة لـ”اقتصاد الاهتمام”، الذي كان يعتمد على جذب المستخدمين إلى منصات وسائل التواصل الاجتماعي وبيع إعلانات موجهة بناءً على اهتماماتهم. أما الآن، فالنوايا البشرية تُعتبر العملة الجديدة عبر الإنترنت، حيث تسعى الشركات التقنية إلى جمع وتوجيه هذه النوايا لتحقيق أهداف معينة.
استخدام الذكاء الاصطناعي في التنبؤ بالنوايا
تقوم النماذج اللغوية الكبيرة، مثل تلك التي تدعم أدوات الذكاء الاصطناعي مثل “شات جي بي تي”، بجمع البيانات الشخصية مثل الاتجاهات السياسية، المفردات، العمر، والجنس، لمساعدتها في التنبؤ بتصرفات الأفراد. وهذا التوجه يمكن أن يساعد المعلنين في توجيه المحادثات نحو أهداف محددة مثل زيادة مبيعات منتج أو التأثير على تصويت في انتخابات.
مخاطر التلاعب وضرورة التنظيم
ووفقا للدكتور جونّي بن، المؤرخ التكنولوجي في مركز ليفرهولم، إذا لم يتم تنظيم هذا السوق بشكل صحيح، فإن “اقتصاد النوايا” قد يشكل تهديدًا خطيرًا للانتخابات الحرة والنزيهة، حرية الصحافة، والمنافسة العادلة في الأسواق. وأضاف أنه من المهم التفكير في التأثير المحتمل لهذا السوق على تطلعات البشر قبل أن تصبح عواقبه غير مقصودة.
وتشير الدراسة إلى ضرورة اتخاذ تدابير لضبط هذا المجال الناشئ، لضمان عدم استغلال البيانات الشخصية في توجيه نوايا الأفراد بطرق غير أخلاقية. وفي ظل تزايد استخدام الذكاء الاصطناعي في حياتنا اليومية، يصبح من المهم التفكير في تداعيات هذه التقنية على حرية الاختيار والتأثير الاجتماعي والسياسي.