على الرغم من ان الصيام يمنع المسلم من الطعام والشراب الا انه فى نفس الوقت يمنحه طاقة روحية عظيمة يستطيع بها ان يهدم الجبال .. وطوال التاريخ الاسلامى علم اجدادنا هذه الحقيقة فانتشروا فى ربوع الارض ينشرون دين الله الحنيف بالكلمة والاخلاق قبل السيف.. وشهد شهر رمضان العديد والعديد من الفتوحات الاسلامية التى سنتذكرها معا طوال الشهر الكريم .. وحديثنا اليوم عن معركة ذات الصوارى البحرية
ذات الصوارى هى أول معركة بحرية إسلامية وقعت عام 35 هجرية بين المسلمين والإمبراطورية البيزنطية، وانتهت بنصر المسلمين، ومثلت هذه المعركة نهاية سيطرة الدولة البيزنطية على البحر الأبيض المتوسط
ورغم أن المسلمين لم يعتادوا على الحروب البحرية و مهاجمة الأساطيل، إلا أنهم سرعان ما أدركوا ضرورة بناء أسطول إسلامى لمهاجمة أحد الأساطيل و هو الأسطول البيزنطي،الذي كان يشكل مصدر خطر و تهديد لأمن الاسلام و استقراره.
كان أول من قام باقتراح هذه الفكرة والي بلاد الشام معاوية بن أبي سفيان، و قد قام المسلمون ببنائه في عهد الخليفة عثمان بن عفان، وفي وقت قصير استطاع المسلمون بناء اسطول بحري برز بقوة في البحر المتوسط، مما أثار حقد الإمبراطور البيزنطي «قسطنطين الثاني» خليفة هرقل عظيم الروم، والذي حاول أن يقضي على الأسطول الإسلامي، حتى تظل السيطرة على البحر المتوسط للأسطول البيزنطي وحده.
أعد قسطنطين الثاني أسطولاً كبيراً تراوح عدده من 700 إلى 1000 سفينة شراعية، وتحرك به نحو سواحل الشام، واستعد المسلمون لهذا اللقاء جيداً، وتعاون الأسطولان في مصر والشام، لرد هذا العدوان، وأسندت قيادتهما إلى عبد الله بن سعد بن أبي السرح والي مصر، وكان الأسطول الإسلامي وقتها مكونا من 200 سفينة أقلعت من شواطئ سورية.
والتقى الأسطول الإسلامي بقيادة بن أبي السرح بالأسطول البيزنطي بقيادة الإمبراطور قسطنطين الثاني في شرقي البحر المتوسط، جنوبي شاطئ آسيا الصغرى – تركيا حالياً-، ونزلت نصف قوة المسلمين إلى البر بقيادة بُسر بن أبي أرطأة للقيام بواجبات الاستطلاع وقتال البيزنطيين المرابطين على البر.
وبدأ القتال بين الأسطولين عندما أصبحت المسافة بينهما في مرمى السهام بالتراشق بالسهام، وبعد أن نفدت السهام جرى التراشق بالحجارة، ومن أجل ذلك كانوا يجعلون في أعلى الصواري صناديق مفتوحة من أعلاها يسمونها التوابيت يصعد إليها الرجال قبل استقبال العدو، فيقيمون فيها ومعهم حجارة صغيرة في مخلاة معلقة بجانب الصندوق يرمون العدو بالأحجار وهم مستورون بالصناديق، وبعد أن نفدت الحجارة ربط المسلمون سفنهم بسفن البيزنطيين، وبدأ القتال المتلاحم بالسيوف والخناجر فوق سفن الطرفين، وانتهت المعركة بعد قتال شديد بنصر عظيم للمسلمين، وهزيمة ساحقة للأسطول البيزنطي، ونجا عبد الله بن سعد قائد الأسطول الإسلامي من الأسر الذي كاد يقع فيه، كما نجا الإمبراطور البيزنطي من القتل بأعجوبة، ونتيجة لهذه الهزيمة لم يرجع الإمبراطور قسطنطين الثاني إلى القسطنطينية بعد المعركة، وإنما ذهب إلى جزيرة صقلية قبالة شاطئ تونس، في محاولة منه لحماية ما تبقى من دولة الروم في شمال إفريقيا، لكنه قتل في صقلية سنة 68 هجرية.