الاحتمالات تتزايد بقوة بأن يصبح عام 2024 هو الأشد حرارة في التاريخ
Alfallujah
أعلن الباحثون من خدمة كوبرنيكوس لتغير المناخ التابعة للاتحاد الأوروبي أن الاحتمالات تتزايد بقوة بأن يصبح عام 2024 هو الأشد حرارة في تاريخ القياس ليتفوق على سابقه 2023، في سلسلة من الأعوام المتتالية التي دخلت جميعها في قائمة الأشد حرارة منذ عام 2014.
وأفاد الباحثون بأن الشذوذ العالمي في درجات الحرارة حتى الآن (من يناير/كانون الثاني إلى يوليو/تموز 2024) كان أعلى بمقدار 0.70 درجة مئوية عن متوسط الأعوام من 1991 إلى 2020، وسوف يحتاج متوسط الشذوذ للأشهر المتبقية من هذا العام إلى الانخفاض بمقدار 0.23 درجة مئوية على الأقل حتى لا يكون عام 2024 أكثر دفئًا من عام 2023، ونادرًا ما حدث هذا في مجموعة بيانات خدمات المناخ بأكملها.
يوليو ليس ساخنا جدا
جاء ذلك في سياق إعلان المركز أن شهر يوليو/تموز 2024 يعد ثاني أكثر شهر يوليو/تموز دفئًا على مستوى العالم في سجل البيانات، حيث بلغ متوسط درجة حرارة الهواء السطحي 16.91 درجة مئوية، وهو ما يقدر بـ0.68 درجة مئوية أعلى من متوسط 1991-2020 لشهر يوليو/تموز، وأقل بمقدار 0.04 درجة مئوية فقط من أعلى مستوى سابق تم تسجيله في يوليو/تموز 2023.
وقد مثل نزول يوليو/تموز 2024 إلى المرتبة الثانية في متوسط درجات الحرارة نهاية فترة 13 شهرًا، حيث كان كل شهر فيها هو الأشد حرارة في تاريخ القياس.
وقال الباحثون إنه على الرغم من أن ذلك أمر غير معتاد، فإنه قد حدث خط مماثل من سجلات درجات الحرارة العالمية الشهرية في السابق في عامي 2015 و2016 خلال آخر حدث قوي لظاهرة النينو، وهو ما يشابه تأثير النينو المندمج مع تأثير التغير المناخي في العام الحالي.
ما متوسط الحرارة العالمي؟
ويعد “متوسط درجة الحرارة العالمية” مقياسا يوميا لمتوسط درجة حرارة سطح الأرض. ويوفر هذا المقياس قيمة درجة حرارة واحدة تمثل درجات الحرارة المجمعة لجميع المناطق في جميع أنحاء العالم، سواء البرية أو البحرية، وهو بذلك يختلف عن درجة الحرارة في مدينتك أو دولتك.
وتقوم الخدمات مثل كوبرنيكوس بقياس متوسط درجات الحرارة عن طريق أدوات عدة، منها بيانات من أقمار صناعية مختلفة تديرها منظمات مثل وكالة الفضاء الأوروبية أو وكالة الفضاء والطيران الأميركية (ناسا).
هذه الأقمار الصناعية مجهزة بأدوات تقيس العلامات الجوية الرئيسية، مثل درجة الحرارة والرطوبة والإشعاع، وتوفر تغطية عالمية شاملة، بما في ذلك المناطق النائية والمحيطية التي يصعب مراقبتها بالمحطات الأرضية.
إلى جانب ذلك، تقوم آلاف محطات الأرصاد الجوية حول العالم بقياس درجة الحرارة على سطح الأرض، بعض هذه المحطات توجد على متن عوامات وسفن محيطية تجمع بيانات درجة حرارة سطح البحر.
بعد ذلك تخضع البيانات الواردة لغرف التحكم لإجراءات صارمة لمراقبة الجودة لتحديد الأخطاء أو التناقضات وتصحيحها.
متوسطات مقلقة
وعلى الرغم من أن شهر يوليو/تموز 2024 لم يكن الأشد حرارة، فإن الأرض شهدت أشد يومين لها حرارة في سجل بيانات خلال هذا الشهر، حيث بلغ متوسط درجة الحرارة العالمية اليومية 17.16 و17.15 درجة مئوية في يومي 22 و23 يوليو/تموز على التوالي.
وبشكل عام كان يوليو/تموز الماضي أعلى بمقدار 1.48 درجة مئوية من متوسط يوليو/تموز المقدر للفترة من 1850 إلى 1900، وهي الفترة المرجعية التي يستخدمها العلماء لبناء تنبؤات الطقس ومقارنة النتائج.
وأوضح الباحثون من خدمة كوبرنيكوس أن متوسط درجة الحرارة العالمية للأشهر الـ12 الماضية (أغسطس/آب 2023 إلى يوليو/تموز 2024) كان أعلى بمقدار 0.76 درجة مئوية من متوسط الأعوام 1991-2020، وأعلى بمقدار 1.64 درجة مئوية من متوسط الفترة ما بين 1850 و1900.