تتزايد استخدامات الأجهزة المتصلة في مراقبة الصحة، حيث لم تعد مقتصرة على قياس الخطوات أو نبضات القلب، بل أصبحت تشمل قياس مستويات السكر في الدم، الأكسجين، وضغط الدم. ورغم التقدم الكبير في هذا المجال، إلا أن موثوقية هذه الأجهزة لا تزال موضع نقاش.
السوق العالمية لأدوات تتبع الصحة
تقدّر دراسات السوق العالمية حجم أدوات تتبع البيانات الصحية بنحو 60 مليار دولار، مع توقعات بأن يتجاوز هذا الرقم 100 مليار دولار بحلول نهاية العقد. هذه الأجهزة تشمل الساعات الذكية، الأساور، وأدوات أخرى تعمل على مراقبة البيانات الحيوية.
أحد أبرز الابتكارات في هذا المجال هو السماعات الذكية التي تتيح تحليل نشاط القلب بشكل كامل، بما في ذلك الصمامات ووظيفتها. كما أصبحت السماعات قادرة على اكتشاف مشاكل طبية معقدة مثل خلل الصمامات لدى مرضى تضيق الأبهر.
الرقعة الذكية لقياس السكر في الدم
من جهتها، أطلقت شركة “ديكسكوم” رقعة ذكية تدعى “ستيلو”، وهي أول لصقة ذكية توفر قياسًا مستمرًا لمستويات الغلوكوز. تعتبر هذه الرقعة متاحة للجمهور العام، ولا تتطلب وصفة طبية. كما تتيح الرقعة للمستخدمين مراقبة تأثير الطعام على مستويات السكر في الدم في الوقت الفعلي عبر تطبيق على الهواتف المحمولة.
التحديات المتعلقة بالموثوقية
رغم هذه الابتكارات، فإن بعض الأوساط الطبية لا تزال تشكك في دقة البيانات التي توفرها هذه الأجهزة الذكية. رئيسة المركز الوطني الأميركي للبحوث الطبية، ديانا زاكرمان، أشارت إلى أن هذه الأجهزة لا تخضع لاختبارات صارمة كما هي الحال مع الأدوية، مما يعني أن البيانات قد لا تكون دقيقة بما فيه الكفاية لاستخدامها بشكل رسمي.
التوجه نحو المستقبل
رغم التحديات، هناك دراسات مستقلة أكدت فعالية بعض هذه المنتجات في قياس بيانات صحية محددة. الأطباء يتطلعون إلى تحسين دقة هذه الأجهزة وضمان موثوقيتها من خلال اعتماد معايير صارمة من هيئات مثل “آيزو”، مما قد يساهم في تعزيز الثقة بهذه التقنيات في المستقبل.
